حرب الأسعار تعمّق تخفيضات السيارات الكهربائية في الصين
الصين.. دفع مزيج خطير من المنافسة المحتدمة وضعف الإنفاق الاستهلاكي وتباطؤ المبيعات، إلى سلسلة من التخفيضات في أسعار السيارات العميقة في الصين، ولم تكن السيارات الكهربائية مستفيدة من هذا الوضع.
بعد أن بدأت "تسلا" حرب الأسعار التي سرعان ما غمرت الشركات المصنعة الأخرى في وقت سابق من هذا العام، يطرح الآن ثلثي العلامات التجارية في أكبر سوق للسيارات في العالم خصومات. أصبح خفض الأسعار أمراً واسع النطاق على الرغم من تمديد الصين مؤخراً للإعفاءات الضريبية للمستهلكين الذين يشترون سيارات بوقود نظيف حتى عام 2027.
انخفاض أسعار 80% من طرز السيارات
تُظهر البيانات من شركة "تشاينا أوتو ماركت" (China Auto Market)، التي تجمع أسعار معاملات التجزئة على مستوى البلاد مما يقرب من 100 علامة تجارية و2800 نوع مختلف من سيارات الركاب، أن أسعار 80% من الطرز بمتغيراتها المختلفة قد انخفضت من نهاية العام الماضي حتى مايو، مع ارتفاع 10% منها والباقي ثابت دون تغيير.
زادت النسبة المئوية لانخفاض أسعار المعاملات بأكثر من 10,000 يوان (1400 دولار) في غضون خمسة أشهر إلى حوالي 36% من أنواع السيارات المختلفة. ولكن المثير للاهتمام هو أي من هذه الطرز تتأرجح أسعارها بقوة.
وفقاً لـ"تشاينا أوتو ماركت"، تراجعت أسعار سيارات شركة "دونجفينج موتور جروب" (Dongfeng Motor Group Co) المدعومة من الدولة وعلامتها التجارية "فورثينج" (Forthing) بمتوسط 27% و35% على التوالي.
لم يكن هناك سوى عدد محدود فقط من العلامات التجارية - مثل "كوين أوتو" (Cowin Auto) من شركة "شيري موتورز" (Chery Automobile Co) الأقل شهرة، و"كليفر" (Clever) من "إس أيه آي سي موتور" (SAIC Motor Corp) - هي التي رفعت أسعار سياراتها.
موقف العلامات التجارية القديمة
تتميز العلامات التجارية القديمة مثل "جاجوار" و"لاند روفر" (المملوكتان لشركة واحدة)، و"هيونداي" أيضاً بخصوماتها السخية. في الوقت نفسه، حافظت "تسلا" و"بي واي دي" (BYD) المتخصصة في صناعة السيارات العاملة بالوقود النظيف التي تفوقت مؤخراً على علامة "فولكس واجن" بصفتها العلامة التجارية للسيارات الأكثر مبيعاً في الصين، على تخفيضات في الأسعار أعلى بقليل من 6% في المتوسط على امتداد مختلف الطرز.
تقول جوانا تشين، محللة السيارات في "بلومبرج إنتليجنس"، إن التخفيضات جزء من تحرك أوسع لزيادة مبيعات السيارات الإجمالية، بالنظر إلى التعافي الاقتصادي البطيء في الصين.
أضافت: "اشتدت المنافسة لأن العرض والإنتاج عادا إلى طبيعتهما، ويواجه التسعير ضغطاً للحفاظ على زخم الحجم".
على الرغم من أن شركة "نيو" (Nio)، المصنعة لسيارات الكهربائية، أصبحت أحدث شركة تطرح جولة تخفيضات منذ أسبوعين بعد تسجيل خسارة أسوأ من المتوقع، فقد خُصصت بعض أكبر الخصومات الفردية للطرز، وإصدارات منها، وذلك من قبل "دونغفينغ" و"تشاينا إف إيه دبليو غروب"، مثل الطرازين "هونكي" و"فورثينج" اللذين يستهلكان كميات كبيرة من الغاز.
الصين تقود تحول السيارات الكهربائية
بالنسبة إلى "دونجفينج"، يبدو أن تخفيضات الأسعار تعكس دفاعاً أوسع عن حصة السوق التي كانت آخذة في التراجع، مع الأخذ في الاعتبار أن تشكيلتها مرتبطة أكثر بتكنولوجيا محركات الاحتراق القديمة.
بينما تقود الصين تحول السيارات الكهربائية، كشفت المنافسة الشديدة نقاط الضعف لدى العلامات التجارية للسيارات القديمة، وليس فقط "فولكس واجن". كذلك يعاني صانعو السيارات الكهربائية الأجانب، من اليابان وكوريا.
قد يكون المستهلكون المستعدون للإنفاق بسخاء هم الرابحون في حرب الأسعار المتواصلة هذه. ولكن مع تصاعد احتمالية زيادة الخصومات الأكثر عمقاً على سيارات الوقود الأحفوري، لا يمكن تصور الأمر نفسه بالنسبة إلى حملة الصين من أجل تبني السيارات النظيفة.