الأحد 20 أبريل 2025 مـ 12:27 صـ 20 شوال 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

لماذا يُستحب الدعاء بعد العبادات؟ دار الإفتاء توضح

الدعاء
الدعاء

يُعد الدعاء من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهو وسيلة روحية عظيمة تجمع بين الخضوع والرجاء، ويزداد فضله عند اقترانه بأوقات الطاعة، لا سيما بعد الانتهاء من العبادات، حيث يجد المسلم في هذا التوقيت فرصة ثمينة للابتهال وطلب القبول والثبات من الله تعالى.

التشجيع الشرعي على الدعاء عقب الطاعات

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء عقب الانتهاء من أداء العبادات يُعد من السنن المحببة في الشريعة الإسلامية، لما فيه من تعبير عن الخشوع واستمرار الصلة بالله بعد الفراغ من العمل الصالح. وأوضحت أن الدعاء في هذا التوقيت يُرجى فيه القبول، لما ورد عن الصحابي الجليل أبي أمامة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: "الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة". كما ورد عنه ﷺ في حديث آخر قوله: "يا بلال، أرحنا بالصلاة"، في إشارة إلى مكانة الصلاة والدعاء ودورهما المتكامل في توثيق العلاقة بالله.

دعم قرآني وسنّي لفضل الدعاء بعد العبادة

استندت دار الإفتاء إلى ما ورد في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة البقرة، حيث يقول الله تعالى:
"فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا" [البقرة: 238].
وهذا النص دليل واضح على أن ذكر الله – ومنه الدعاء – بعد أداء العبادات من الأعمال المستحبة شرعًا.

كما ثبت في السنة النبوية أن النبي محمد ﷺ كان يكثر من الدعاء بعد الفرائض، وكان الصحابة يقتدون به في ذلك، مما يعكس إدراكهم لأهمية هذا الوقت كمناسبة مباركة لتجديد العهد مع الله وطلب القبول والمغفرة.

أقوال العلماء في فضل الدعاء بعد العبادات

تناول كبار العلماء والفقهاء هذا الموضوع وأكدوا على فضله، حيث أشار الإمام النووي في كتابه الشهير "الأذكار" إلى أن الدعاء بعد الصلاة من الأوقات الفاضلة التي يُستجاب فيها الدعاء.
أما ابن القيم، فقد أوضح في "زاد المعاد" أن أفضل الدعاء هو الذي يتبع العمل الصالح، لما فيه من أدب وتواضع، وصدق في اللجوء إلى الله.
وقد أجمع أهل العلم على أن الدعاء بعد الطاعة يعكس تواضع العبد، إذ لا يغتر بعمله، بل يتضرع إلى ربه طالبًا القبول والرحمة.

أمثلة نبوية تُرشد إلى الدعاء بعد الصلاة

من أبرز ما ورد في السنة، أن النبي ﷺ كان يقول بعد الصلاة:
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، وهو حديث مشهور رواه معاذ بن جبل، ويُعد نموذجًا لما ينبغي للمسلم أن يلتزمه من دعاء بعد الصلاة، طلبًا لمزيد من التوفيق في العبادة واستمرار الطاعة.

الدعاء بعد الطاعة.. باب من أبواب القرب والاستجابة

لا يقتصر الدعاء بعد العبادات على كونه سُنة مستحبة، بل هو فرصة عظيمة يفتحها الله لعباده ليستزيدوا من رحمته، ويطلبوا القبول والثبات. وقد دأب الصحابة والتابعون على هذا النهج، والتزمت به المؤسسات الدينية في توجيهاتها للمسلمين، لِما فيه من فضل وطمأنينة.

لذا، من فرغ من طاعته، فليدعُ الله بقلب خاشع، فإنها من أوقات الإجابة التي رُجيت فيها الاستجابة، كما أنها من دلائل التواضع والاعتراف بأن القبول من عند الله، لا بالعمل وحده.