حكم توزيع الأم مالها بالتساوي بين الأولاد والبنات قبل وفاتها
رد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل أحد الشباب حول حكم توزيع الأم مالها بالتساوي بين أولادها وبناتها قبل وفاتها. وأوضح أن هذا التصرف لا يُعد جزءًا من الميراث أو التركة، بل هو تصرف في مال مملوك لها شخصيًا.
حق الأم في التصرف في أموالها
وأشار الدكتور الورداني، خلال تقديمه برنامج "ولا تعسروا" على القناة الأولى، إلى أن الأم، طالما كانت كاملة الأهلية، لها الحق الكامل في التصرف في أموالها كما تشاء، دون أن يرتبط ذلك بأحكام الميراث التي تُطبق بعد وفاة الشخص. وأضاف أن هذا التصرف لا يتعدى كونه أمرًا متعلقًا بالمال الذي تملكه شخصيًا وليس ميراثًا يُنفَّذ بعد وفاتها.
توزيع المال كصدقة وقربة إلى الله
أضاف الدكتور الورداني أن توزيع المال على الأولاد والبنات خلال حياة الأم يمكن أن يُعتبر نوعًا من الصدقة والقربة إلى الله تعالى، حيث يذكر الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم: "أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس". وهذا يعكس أهمية مساعدة الأبناء في حياتهم وعدم تركهم في حاجة بعد وفاة الأم.
تصرف الأم لا يُعد إثمًا
وأكد الورداني أنه لا يقع على الأم أي وزر جراء تصرفها في توزيع أموالها بالتساوي بين الأولاد والبنات، بل يمكن أن يُكتب هذا التصرف في ميزان حسناتها إذا كان بنيّة الخير ومراعاة احتياجات أبنائها. وفي حالة تصرفها بما يحقق الصالح العام لهم، فإن ذلك يعد عملاً صالحًا يحسب لها.
واختتم الدكتور الورداني حديثه برسالة موجهة للسائل، قائلًا: "والدتك تصرفت في مالها وفق ما تراه صوابًا، وربنا يكتبه في ميزان حسناتها. احرص على برّ والدتك، فهذا أعظم ما تقدمه لها".