السبت 23 نوفمبر 2024 مـ 10:14 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

فرنسا تعترض على تصريحات الأمم المتحدة بشأن «تظاهرات نائل»

العنف في فرنسا
العنف في فرنسا

أبدت فرنسا، السبت، اعتراضا على تصريحات للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة نددت باستخدام القوة المفرطة أثناء قمع الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل الشاب الجزائري الأصل نائل بنيران شرطي فرنسي.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن تصريحات خبراء الأمم المتحدة "مبالغ فيها" و"لا أساس لها"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وأضافت أن "إجراء للتنميط العرقي من قبل قوات الأمن محظور في فرنسا"، مشددة على أن "مكافحة تجاوزات التدقيق" المرتبطة بالملامح "تكثفت".

ماذا قال خبراء الأمم المتحدة؟

اعتمدت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، المكونة من 18 خبيرا، الجمعة، إعلانا بشأن الوضع في فرنسا يعرب عن مخاوفها.


وقدم الخبراء في الإعلان عددا من التوصيات بشأن التنميط العنصري و"الاستخدام المفرط للقوة من جانب سلطات إنفاذ القانون".


طالبوا بأن يكون التحقيق في مقتل الشاب نائل برصاص شرطي قرب باريس "شامل وغير متحيّز" وأن يتم بسرعة، وملاحقة الجناة المفترضين، ومعاقبتهم في حال إدانتهم بما يتناسب مع خطورة الجريمة"، مع ترحيبهم بقرار السلطات فتح تحقيق في الأمر.


وأبدى الخبراء في هذا الإعلان أسفهم إزاء "نهب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، فضلا عن التقارير بشأن اعتقالات واحتجازات واسعة النطاق لمتظاهرين.

واتُهم الشرطي الضالع في مقتل الشاب نائل بالقتل العمد ووضع في السجن في 29 يونيو، ورُفض الخميس طلبه للإفراج عنه.


أعلنت النيابة العامة في باريس الجمعة فتح تحقيق بعد توجيه تهديدات بالقتل إلى الشرطي.

ماكرون يعلن تجاوز ذروة أعمال العنف والشغب في فرنسا

تجاوزت فرنسا ذروة أعمال العنف والشغب، التي شهدتها البلاد، ومن المتوقع العودة إلى النظام بشكل دائم.

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء، بأن ذروة أعمال العنف والشغب التي شهدتها البلاد، تم تجاوزها، مشددا على أهمية العودة إلى النظام بشكل دائم والتعامل معه كأولوية قصوى.

وقال ماكرون، خلال اجتماعه مع رؤساء البلديات والضواحي الذين تعرضوا لتجاوزات وتضرروا جراء أعمال العنف والشغب: "لقد تجاوزنا ذروة أعمال العنف" مضيفا أن الاتجاه الآن نحو تراجع هذا العنف بعد عدة ليال شهدت أعمال شغب، "إلا إننا علينا أن نكون حذرين في الأيام والأسابيع المقبلة".

وتحدث ماكرون إلى 241 من رؤساء البلديات "ضحايا الانتهاكات" في الإليزيه اليوم، مؤكدا "دعمه الكامل" لهم ، ووعدهم برد بالغ وجوهري على مستوى ما عايشوه وتعرضوا له".

يأتي هذا اللقاء تأكيدا على حرص الرئيس الفرنسي على الوقوف بجانب هؤلاء المسؤولين المنتخبين الذين يواجهون هذا العنف وتضرروا منه خلال الأيام الأخيرة.

وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي بعد أن شهدت البلاد ثاني ليلة "هادئة" لم تشهد أي أعمال عنف تذكر، مقارنة بالليالي السابقة التي شهدت أعمال نهب وتخريب وعنف إثر مقتل الشاب نائل برصاص شرطي عند نقطة تفتيش مروري في نانتير غربي باريس.

وأشارت وزارة الداخلية الفرنسية صباح اليوم إلى تراجع حاد في أعمال العنف ليلا، مع توقيف 72 شخصا فقط من بينهم 24 في باريس. كما سجلت الوزارة 159 سيارة محترقة، و 202 حريقا على الطرق العامة خلال هذه الليلة السابعة على التوالي من أعمال الشغب التي شهدتها البلاد.

نشر 45 ألف شرطي لمواجهة أعمال الشغب

يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت السبت في آخر حصيلة لها القبض على 1311 شخصا في كل فرنسا من بينهم 406 في باريس الليلة الماضية.

وقامت شرطة باريس بتقييم واحصاء خسائر أعمال الشغب التي اندلعت في العاصمة باريس الليلة الماضية، حيث أعلن مركز الشرطة عن تضرر 16 مبنى عام، فضلا عن إصابة 7 من رجال الشرطة ورجال الإطفاء أثناء أداء واجبهم.

ونشرت الحكومة الفرنسية 45 ألفا من رجال الشرطة والدرك مزودين بمدرعات لمواجهة أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل الشاب نائل البالغ 17 عاما برصاص شرطي خلال نقطة تفتيش مروري في "نانتير " الثلاثاء الماضي.

وتصاعدت وتيرة العنف وأعمال الشغب أمس، لليلة الرابعة على التوالي في أنحاء البلاد، ما أسفر عن إصابة 79 ضابط شرطة واشتعال النيران في بعض المباني والسيارات لترتفع الحصيلة إلى 2560 حريقا و 1350 سيارة محترقة ونهب العديد من المحال التجارية.

هدوء نسبي بـ«الشانزليزيه»

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية مساء السبت القبض على 80 شخصا في العاصمة باريس، على خلفية أعمال الشغب التي تشهدها البلاد، لليلة الخامسة على التوالي بسبب مقتل شاب برصاص شرطي الثلاثاء الماضي في نانتير، غرب باريس.

وفي سياق متصل، حاول بعض الأفراد التجمع في جادة "الشانزليزيه" بباريس، الا أن قوات الأمن المتواجدة بشكل مكثف الليلة، قامت بتفريقهم.

وتسود الآن حالة من الهدوء النسبي في "الشانزليزيه"، والوضع تحت سيطرة قوات الأمن المتواجدة بشكل مكثف في جميع مداخل الشانزليزيه لمنع أي تجمعات أو تظاهرات في هذا المعلم، أحد المقاصد السياحية المشهورة بالعاصمة الفرنسية باريس.


وعند مداخل "الشانزليزيه" ، قامت قوات الأمن بعمليات تفتيش لنحو 375 شخصا على اثرها تم توقيف 37 شخصا "لحمل سلاح" ، حيث أشارت مديرية الامن إلى أن الأشخاص الذين تم القبض عليهم يحملون أشياء يحتمل أن تشكل سلاحا أو يمكن أن تستخدم كقذيفة تشكل خطرا على سلامة الأشخاص والممتلكات.

وفي مارسيليا، تم القبض على 60 شخصا حتى الآن ، وفقا لما أعلنته منذ قليل مديرية أمن مارسيليا. وتصاعدت التوترات مساء اليوم في المدينة بجنوب فرنسا، حيث حاولت عدة مجموعات القيام بأعمال نهب في منطقة "كانيبيير"، لكن قوات الأمن تدخلت على الفور لتفريقهم.

كما ألقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق عدد من الأشخاص كانوا يحاولون التجمع عند ميناء مارسيليا القديم وحدثت بعض المناوشات مع قوات الأمن ما أسفر عن توقيف خمسة أشخاص.

هذا بالإضافة إلى مدينة "نيس" ( جنوب شرق البلاد) والتي شهدت كذلك عدة اعمال شغب على اثرها تم القبض على 32 شخصا في وسط المدينة.


وإجمالا، وفقا للداخلية الفرنسية، تم القبض على ما لا يقل عن 121 شخص في جميع أنحاء البلاد حتى الان، في خامس ليلة من أعمال الشغب والتي اتسمت بهدوء نسبي مقارنة باليالي السابقة منذ مقتل الشاب نائل على يد شرطي في نانتير .

وتحسبا لأعمال عنف أو شغب لليوم الخامس على التوالي، قررت الداخلية الفرنسية تكثيف تواجد قوات الأمن في كل أنحاء البلاد ونشر مرة أخرى 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك ، وهو نفس العدد الذي تم نشره بالأمس، للتصدي لأعمال الشغب التي هزت البلاد.