99 مليون حاج خلال 54 عامًا.. السعودية والحج قصة نجاح استثنائي
ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن القيادة السعودية لم تألُ جهدًا في سبيل توفير كل ما من شأنه خدمة حجاج بيت الله الحرام وزيادة القدرة الاستيعابية للمسجد الحرام، مشيرة إلى أنه بحسب بيانات الهيئة العامة السعودية للإحصاء، فقد بلغ إجمالي عدد الحجاج منذ بدأت الهيئة عملية الإحصاء في العام 1390هـ، حتى العام الماضي 1443هـ، أكثر من (99 مليون حاج)، لافتة إلى أن رؤية (السعودية 2030) نصت في أحد أهدافها على استقبال أكثر 30 مليون معتمر في العام 2030.
وقالت (واس) - في تقرير لها اليوم الجمعة، سلطت فيه الضوء على قصة النجاح الاستثنائي للمملكة العربية السعودية والحج، خلال 54 عامًا - إنه رغبةً من المملكة السعودية في إتاحة أداء فريضة حج هذا العام 1444هـ، لأكبر عدد ممكن من المسلمين، أعلن مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في 10 يناير 2023، عن عودة أعداد الحجاج في موسم هذا العام 1444هـ/2023م إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
ونقل التقرير عن مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة -سابقًا- الدكتور فواز بن علي الدهاس، قوله إن طرق الحج المختلفة كانت طويلة ومتشعبة وغير آمنة؛ لذلك كانت الرحلة إلى مكة المكرمة مجازفة غير مأمونة العواقب، لافتًا إلى أنه في عهد الدولة السعودية، تبدل الحال بأحسن حال وأصبحت فكرة الحج إلى بيت الله الحرام أمرًا ميسرًا، وعمّ الأمن والأمان بلاد الحرمين، وتطورت وسائل النقل البدائية عامًا بعد عام وصولاً إلى الوقت الحالي.
وأضاف أن قطار المشاعر المقدسة يتكامل مع بقية خدمات منظومة النقل والخدمات اللوجستية التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف البيت الحرام، عبر منظومة خدمية متكاملة تجسّد اهتمام المملكة بتسهيل حركة تدفق الحجاج وتفويجهم بكل يسر وسهولة وفق أعلى معايير الجودة والتنقل الآمن، ويهدف إلى التخفيف من الازدحام المروري، وسهولة التنقل بطريقة آمنة وسريعة.
وسرد التقرير أبرز مراحل توسعات المسجد الحرام عبر العصور التاريخية، منذ أن كانت المساحة الإجمالية للمسجد الحرام في عصر ما قبل الإسلام والعصر النبوي وعصر الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه - بحسب ما أورده الدكتور الدهاس في كتابه الحج عبر العصور- تقدر بـ 1490م2، وقيام أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بشراء البيوت القريبة من الحرم وهدمها، في أول توسعة للحرم المكي، حيث تمت زيادة مساحته بـ 860م2؛ لتصبح المساحة الإجمالية 2350م2.
وأشار إلى أنه في مطلع العام 1432هـ، دشن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، حيث رُفعت الطاقة الاستيعابية للحرم إلى مليون و850 ألف مصل.
وذكر التقرير أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود دشن في العام 1436هـ خمسة مشاريع رئيسة ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة، وهي مشروع مبنى التوسعة الرئيس، ومشروع الساحات ومشروع أنفاق المشاة ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، وتشمل التوسعة السعودية الثالثة (4) منارات بارتفاع (135م)، ويبلغ عدد القباب السماوية بمبنى التوسعة (12) قبة سماوية متحركة و(6) قباب سماوية ثابتة، ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بكامل المشروع (680) سلمًا لتسهيل عملية تنقل الزوار، كما تقدر مساحة مسطحات كامل المشروع بـ (1371000م2).
ولفت التقرير إلى تطور منظومة الحج والعمرة خلال الأعوام القليلة الماضية ضمن تشاركية فاعلة بين جميع الجهات الأمنية والصحية واللوجستية بالمملكة، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لتنظيم القطاع والارتقاء بجودة الخدمات فيه، مثل إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، وتمديد فترة موسم العمرة، وإطلاق مشروع حافلات مكة وتطوير المواقع التاريخية الإسلامية، وتسهيل قدوم المعتمرين من خارج المملكة عبر عدد من التأشيرات، مثل: التأشيرة السياحية عند القدوم إلى منافذ المملكة، والتأشيرة السياحية الإلكترونية، وتأشيرات الزيارة، وغيرها من الأنواع، إضافة إلى مبادرات وزارة الحج والعمرة الإلكترونية -مثل: تطبيق "اعتمرنا"، و"بطاقات الحج الذكية"، ومبادرة حج بلا حقيبة، وكذلك "مبادرة طريق مكة" بالشراكة مع عدة جهات لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن عبر المنافذ دون انتظار، وغيرها من المبادرات والخدمات الهادفة إلى خدمة الحجاج، وتأديتهم الفريضة بكل يسر واطمئنان في أجواء إيمانية.