أردوغان في خطاب النصر: «سنفوز بانتخابات المحليات 2024.. وحزب الشعب سيحاسب كليجدار»
أسفرت النتائج الأولية، للجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسة في تركيا، عن فوز الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان بنحو 52 في المئة، مقابل نحو 47 في المئة ، لزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
واحتفل أردوغان مع أنصاره بفوزه بالانتخابات. وقال أردوغان، في خطاب النصر: «بدأنا المسيرة وسنستمر بها. الانتخابات الرئاسية شهدت إقبالا من شعبنا. شعبنا جعلنا نعيش عيد الديمقراطية.. وسنكون على قدر الثقة». ووقف أردوغان على متن حافلة أمام حشد من أنصاره تجمعوا في باحة باسطنبول، موجها الشكر للمواطنين الأتراك وكوادر حزب العدالة والتنمية لدورهم في تحقيق نسب عالية في الانتخابات.
وأضاف الرئيس التركي الفائز بولاية ثانية: «نحن عشاق إسطنبول معها بدأنا مسيرتنا ومعها سنستمر.. أهنئ رجالنا ونساءنا وشبابنا وكل من بذل جهوده في سبيل قضية العدالة والتنمية.. إن شاء الله سنكون على قدر الثقة التي منحتمونا إياها.. هذه المسيرة المباركة لن تتوقف، من يخدم الشعب لا يهزم أبدا.. تركيا أمانة في أعناقنا».
وتابع: «فوزي بالانتخابات الرئاسية تكريس للديمقراطية»، وأبدى اعتقاده أن حزب الشعب الجمهوري سيحاسب كمال كيليجدار أوغلو على تسببه في خسارة الانتخابات.
وواصل، أردوغان، خطابه قائلا: «إن الفائز اليوم هو تركيا فقط بدءا من الديمقراطية والشعب والأهداف لن نهمل أيا منها .. وإن شاء الله من بعد الآن سوف نقوم بجميع مجادلاتنا سويا وانظروا إلى هذا المنظر الجميل إننا نقوم بكتابة التاريخ الآن، وهذا الحشد يقوم بكتابة التاريخ الآن».
وأردف: «أمامنا عام 2024، الانتخابات المحلية سنكسبها.. لا توقف، سنعمل كثيرا.. كلمتنا القادمة ستكون من القصر الرئاسي في أنقرة وسنوجهها للعالم بأسره».
فرز الأصوات في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التركية
وأعلنت وكالة «الأناضول» الرسمية في تركيا، أن أردوغان حصل على 52.09 في المئة وكليجدار أوغلو على 47.91 في المئة، بعد فرز 99.54 في المئة من الأصوات، بينما ذكرت وكالة «أنكا» المقربة من المعارضة، أن أردوغان يحصل على 51.84 في المئة وكيليجدار أوغلو على 48.16 في المئة، بعد فرز 97.33 في المئة من الأصوات.
وكانت قد بدأت عملية فرز الأصوات في جولة الإعادة بالانتخابات التركية، وذلك بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الجولة الثانية.
وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تمديد حكمه إلى عقد ثالث من خلال جولة إعادة الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم الأحد، في ظل زخم يبدو أنه يسير لصالحه، بعد أن انتهت الجولة الأولى بتقدمه على منافسه كمال كليجدار أوغلو.
فرص أردوغان في الفوز
ويعزز فرص أردوغان في الفوز الأغلبية البرلمانية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه في انتخابات 14 مايو. كما حصل أردوغان على دعم آخر يوم الاثنين بعد إعلان السياسي القومي سنان أوغان، الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، تأييد الرئيس التركي في جولة الإعادة.
ولن تحدد انتخابات اليوم فقط من سيقود البلاد بل وطريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.
أما كليجدار أوغلو، الذي حصل هو الآخر على دعم جديد من زعيم يميني متشدد، فمدعوم من تحالف من ستة أحزاب معارضة منها حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه.
ودافع أردوغان، الزعيم الأطول بقاء في السلطة في تركيا الحديثة، عن الاعتبارات الدينية وأسعار الفائدة المنخفضة مع تأكيد النفوذ التركي في المنطقة وتقليص صلات البلد العضو في حلف شمال الأطلسي مع الغرب.
وتجري الانتخابات التركية عد ثلاثة أشهر من وقوع زلازل مدمرة في جنوب شرق تركيا، أودت بحياة أكثر من 50 ألفا.
أردوغان هو أقوى زعيم للبلاد منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة قبل قرن من الزمان. وأبعد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية البلاد عن نهج أتاتورك العلماني.
كما ركَّز أردوغان الصلاحيات في رئاسة تنفيذية مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم من خلاله السياسات فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية.
في الاقتصاد، يقول خبراء إن دعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة قبل الانتخابات أدت إلى ارتفاع التضخم لأعلى مستوى في 24 عاما عند 85 في المئة العام الماضي، كما أدت لهبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.
ماذا عن بقية العالم؟
تحت حكم أردوغان، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، فقد شنت أربع عمليات توغل في سوريا وحملة على مسلحين أكراد داخل العراق وأرسلت دعما عسكريا إلى ليبيا وأذربيجان.
وأدى شراء أردوغان لأنظمة دفاع جوي روسية إلى فرض عقوبات أميركية على أنقرة استهدفت صناعة الأسلحة، في حين أثار قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيكا من منتقدين بخصوص التزام أنقرة إزاء حلف شمال الأطلسي. كما أثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام للحلف العسكري توترات.
ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يشير إلى دور ربما يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ولم يتضح إلى الآن ما إذا كان هناك خليفة محتمل له القدرة على أن يحظى بنفس المكانة التي اكتسبها أردوغان على الساحة الدولية، وهي نقطة أثارها في حملته بالانتخابات.
ما هي وعود المعارضة قبل الانتخابات التركية؟
تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر على أساس برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي اتسم بها حكم أردوغان.
فقد تعهدت هذه الأحزاب بإعادة استقلال البنك المركزي والتخلص من سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية. كما أن المعارضة تعتزم إلغاء رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلا عن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
كما تهدف الأحزاب إلى تحسين العلاقات مع الحلفاء الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة، وإعادة تركيا إلى برنامج طائرات "إف-35" المقاتلة الذي استُبعدت منه بعد شراء الدفاعات الصاروخية الروسية.
ويعتقد محللون أن السياسات التي تعهدت بها المعارضة قد تحفز الاستثمار الأجنبي.
وسعيا وراء الدعم من الناخبين القوميين في جولة الإعادة، زاد كليجدار أوغلو من حدة نبرته المناهضة للمهاجرين في الأسبوعين الماضيين وتعهد بإعادة المهاجرين إلى بلادهم.