الذكاء الاصطناعي يُشعل منافسة شرسة بين «مايكروسوفت» و«جوجل»
استغلت "جوجل" التابعة لشركة "ألفابت" وشركة "مايكروسوفت"، اللتان شهدت أرباحهما الفصلية طفرة بفضل أنشطة البحث والحوسبة السحابية المتأصلة، الوقت مع المستثمرين للتأكيد على أنَّ ما هو قادم سيكون مرتبطاً بالذكاء الاصطناعي.
خلال مؤتمر أرباح عبر الهاتف خاص لكل منهما أمس الثلاثاء، طرحت عملاقتا التكنولوجيا، اللتان أصبحتا منافستين في سباق مستقبل البحث على الإنترنت، تقييمات متباينة للغاية حول مدى الاضطراب الذي يمكن أن تشهده السوق.
حث مسؤولون تنفيذيون في "جوجل" المستثمرين على الوثوق في تاريخ الشركة الطويل كمحرك بحث رائد على مستوى العالم، ووضعوا الذكاء الاصطناعي في إطار أنَّه يمثل مجرد تحول آخر لأنشطتها الآخذة في التطور باستمرار، وأشارت "مايكروسوفت" إلى أنَّ أمراً أكثر أهمية يحدث.
على ما يبدو أنَّ المستثمرين يفضلون بشكل أكبر فرضية "مايكروسوفت"، إذ ارتفعت أسهمها بنحو 9.7% في التداول الممتد بعد المواعيد الرسمية، بينما صعدت "ألفابت" بنسبة أقل من 2%.
حتى عهد قريب، اعتُبر أن "جوجل" لا تقهر على صعيد سوق بحث الإنترنت، والتي تهيمن عليه الشركة في كافة أنحاء العالم. تبدل ذلك الموقف مع ظهور روبوت الدردشة واسع الانتشار "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن أيه آي".
بدأت "مايكروسوفت" في دمج تكنولوجيا "أوبن أيه آي" بمحركها للبحث "بينج"، وزادت هذه الشراكة من الضغوط على "جوجل" لإعادة ابتكار أنشطها البحث الأساسية لديها بما يتيح لها إجراء محادثات تبادلية أكثر من النوعية التي يجعلها الذكاء الاصطناعي التوليدي ممكنة.
في أثناء حديثه للمحللين، أصر الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابت"، سوندار بيتشاي، على أن "جوجل" تضخ استثمارات كثيفة بالذكاء الاصطناعي، لكنه قلل من أهمية التكنولوجيا بالنسبة لأنشطة الإعلانات الخاصة بالبحث على الإنترنت، والتي تبقى شريان الحياة للشركة، معرباً عن تفاؤله بأن المستخدمين سيواصلون الاهتمام بالإعلانات عبر الإنترنت حتى لو قدمت عملياتهم للبحث ملخصاً مؤلفاً بواسطة نموذج لغوي ضخم، عوضاً عن القائمة المتعارف عليها لروابط الإنترنت التي يوفرها محرك بحث "جوجل" منذ أمد بعيد.
وأضاف "بيتشاي": "بمرور الأعوام، تخطينا تحولات كثيرة للغاية على صعيد البحث على الإنترنت، وفي حين قمنا بتطوير عمليات البحث، أعتقد أنه حظينا بنهج متين ومتجذر بالنسبة لطريقة تطوير الإعلانات أيضاً".
رغم ذلك، رأى الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت"، ساتيا ناديلا، أن شركته تعتبر من المنافسين الكبار، مشيراً إلى أن عمليات تحميل التطبيق زادت 4 أضعاف منذ إطلاق "بينج" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في فبراير الماضي، مضيفا أن "بينج" سيطر على حصة بالسوق الأمريكية خلال الربع الأول من العام الجاري، دون توفير مؤشرات محددة.
وأضاف "ناديلا" أثناء مؤتمر الأرباح عبر الهاتف: "نطمح إلى مواصلة هذه الرحلة بالتنقل بين الأجيال في أكبر مستوى للبرمجيات وهو البحث".
يمكن أن تكون الإيرادات بمليارات الدولارات في متناول اليد بواسطة تغيرات محدودة نوعاً ما في حصص السوق. لكن في الربع الماضي، على الأقل، بدا أن أنشطة البحث الخاصة بـ"جوجل " تتجاوز التهديدات التنافسية المتنامية أو هبوط على نطاق واسع في سوق الإعلانات الرقمية، وبلغت إيرادات الشركة من البحث والأنشطة المرتبطة به نحو 40.4 مليار دولار في الفترة الربع سنوية المنتهية في 31 مارس، متخطية تقديرات المحللين.
في حين تتخذ "جوجل" خطوات لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في البحث على الإنترنت، وأشار "بيتشاي" إلى أن شركته ستستفيد من معرفتها المؤسسية، متابعا: "سنسترشد بالبيانات والخبرة المتراكمة على مدى سنوات فيما يتعلق بتحديد ما يرغبه الناس ومعايير الجودة العالية الخاصة بنا، وسنختبر الأفكار ونطورها بينما نمضي بطريقنا لأننا ندرك أن المليارات من الأشخاص يثقون في أن "جوجل" ستوفر لهم المعلومات الصحيحة".
نوه ماكس ويلينز، محلل في شركة الأبحاث "إنسايدر إنتلجينس" (Insider Intelligence)، إلى أن شعور "جوجل" بالقلق أمر مبرر.
وكتب "ويلينز" في مذكرة للعملاء: "تتعرض الأنشطة التجارية الأساسية لـ"جوجل" لتحديات هي الأخطر منذ وقت طويل".
تعطي شراكات "جوجل" مع الشركات المصنعة لهواتف تعمل بنظام "أندرويد" فرصة أخرى لـ"مايكروسوفت" لإحراز تقدم، غير أن "بيتشاي" رأى كذلك أن تاريخ "جوجل" الطويل سيفوز في النهاية، واختتم: "عندما نتعاون مع شركائنا، فإننا نعمل بجد للتوصل لتجربة مربحة للطرفين، وحتماً، سيقع اختيار الشركاء علينا في نهاية المطاف لأن هذا ما يريده مستخدموهم".