الأحد 24 نوفمبر 2024 مـ 12:12 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

«الفلك»: مساع حثيثة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإنذار المبكر بالزلازل

 المعهد القومي للبحوث الفلكية
المعهد القومي للبحوث الفلكية

أكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية الدكتور جاد القاضي أنه يجري العمل حاليا على تنفيذ وتطوير استخدام نظام (خوارزميات) الذكاء الاصطناعي، في الإنذار المبكر لحدوث الزلازل في الشبكة القومية المصرية للزلازل التابعة للمعهد.
وأوضح القاضي - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الاثنين/ - أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا مهما في تقليل المخاطر الزلزالية عن طريق استخدامه في مراقبة النشاطات الصناعية من محاجر وشق طرق وأنظمة الإنذار المبكر للزلازل وأنظمة التوقع بالزلازل.
وأضاف أن استخدام التكنولوجيا الحديثة يخدم رؤية مصر 2030 واستراتيجيتها للتنمية المستدامة، خاصة هدف الاستدامة البيئية والقدرة على مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية وكذا حماية الأمن القومي.
وسلط رئيس المعهد، الضوء على دور الشبكة القومية المصرية لرصد الزلازل، والتي تتكون من مجموعة من الأجهزة القادرة على تسجيل حركة الأرض 24 ساعة، مؤكدا أنها تضاهي الشبكات العالمية حيث تستخدم الأجهزة الحديثة التي تواكب التكنولوجيا المتقدمة، والتي من خلالها تستطيع تسجيل الهزات الأرضية داخل الحدود المصرية، وأيضا الهزات الإقليمية التي تحدث خارج حدود الوطن.
وعن أنظمه الإنذار المبكر للزلازل.. قال رئيس المعهد إن (خوارزميات) الذكاء الاصطناعي تستخدم في الإنذار المبكر لحدوث الزلازل، حيث تقوم برصد الزلزال واستخدام ثوانٍ معدودة بعد وصول الموجة الأولية لتحديد مكان وقوة الزلزال المبدئي قبل وصول الموجة المدمرة للزلزال.
وأشار إلى أن ذلك يتيح تفعيل بعض الإجراءات الاحترازية الفورية بصورة تلقائية، التي تحد بشكل كبير من خطورة الزلزال، وإنقاذ الأرواح البشرية، كإيقاف وإغلاق خطوط النفط، وإغلاق المصانع التي تعمل بالكيماويات، إلى جانب حماية المصادر النووية لتجنب تسريب الإشعاعات.
وتابع "أن الإجراءات الاحترازية تتضمن كذلك السماح بإرسال رسائل تحذيرية للمواطنين لاتخاذ إجراءات السلامة أثناء الهزة الأرضية، وهذا الإجراء يجري تطويره بالتعاون مع الجهات المعنية".
وبالنسبة لمراقبة النشاطات الصناعية.. أكد الدكتور جاد القاضي أن الشبكة القومية لرصد الزلازل تطبق حاليا نظام (خوارزميات) الذكاء الاصطناعي في مراقبة النشاطات الصناعية، التي تؤدي إلى بعض الهزات الاصطناعية كأعمال التفجير الخاصة بالمناجم والمحاجر، وأوضح أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي يتم أيضا تحديد أماكن الصدوع والكسور الناتجة من أعمال الحفر الخاصة بشركات البترول.
وأكد أن رصد هذه الهزات الاصطناعية وتحديد أماكنها وقوتها يحمي بشكل كبير الأفراد والمجتمع من حدوث انهيارات أرضية؛ بسبب تلك الأعمال الصناعية، ورصد أي أعمال صناعية غير موافية لشروط الأمان.
وحول أنظمة التوقع بالزلازل.. قال القاضي إن التوقع بحدوث الزالزل هو الأكثر تحديا لجميع علماء العالم، خاصة وأنه لا يوجد حتى الآن خوارزمية ذات كفاءة عالية لتوقع حدوث الزلازل، ولكن هناك محاولات كثيفة في شتى دول العالم للوصول للهدف المرجو.
وأوضح أن التوقع بالزلازل سوف يقلل بالطبع من الخسائر المادية والبشرية الناتجة عن الزلزال، ولكن هذا يعتمد على مدى كفاءة الخوارزمية المستخدمة، حيث يترتب على ذلك قرارات مصيرية، قد تصل إلى إخلاء بعض المناطق المحتمل حدوث زلزال بها.
من جانبه.. قال الدكتور عمر السعيد الباحث بقسم الزلازل بالمعهد، إن (خوارزميات) الذكاء الاصطناعي تستخدم في استخراج إشارات استباقية تسبق حدوث الزلزال، حيث تكمن الصعوبة في هذا النظام في عدم تكرار الشكل الخاص بالإشارات الاستباقية أو من الممكن عدم حدوثها قبل الزلزال.
وأشار إلى أنه في هذا الصدد، مثل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، مصر في واحدة من أكبر مسابقات توقع حدوث الزلازل حول العالم (AETA 2021 and AETA 2022) التي عقدت في دولة الصين، ونجح فريق المعهد في الحصول على المركز الثاني في نسختها الأولى، والمركز الأول في نسختها الثانية من أصل 616 فريقا مشاركا من دول العالم المختلفة.
ولفت إلى أن الهدف من المسابقة هو توقع حدوث الزلازل التي تزيد قوتها على 3.5 درجة يوميا بناء على تحليل البيانات المسجلة، وتم استخدام (خوازرميات) الذكاء الاصطناعي لتوقع حدوث الزلزال من عدمه وتوقع مكان وقوة الزلزال.
وأشار إلى أن المنطقة المستهدفة من هذه المسابقة هي مقاطعتا (Sichuan) و(Yunnan) في الصين، واستمرت المسابقة لما يقرب من 9 أشهر في كل نسخة لتحديد جودة ودقة الخوارزميات المختلفة لكل فريق.