الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 08:35 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

ما حكم رد الهدية وماهي الحالات التي يجوز فيها عدم القبول؟

حكم رد الهدية
حكم رد الهدية

حكم رد الهدية هو ما يرغب في معرفته الكثيرون خاصة أن الهدية بمثابة رزق من الله، كما أنها تزيد المحبة بين الناس، ووسيلة لصلة الرحم، ما يجعل من معرفة حكم رد الهدية أمرا مهما.

وورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم رد الهدية، وأجاب عنه مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام باستفاضة عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء ليعرف الجميع حكم رد الهدية والحالات التي يجوز فيها عدم القبول.

حكم رد الهدية وماهي الحالات التي يجوز فيها عدم القبول

سأل يقول: ما حكم رد الهدية؟ وهل رد الهدية ينافي الهدي النبوي مطلقًا؟ وهل هناك حالات يجوز فيها عدم القبول؟

وأجاب المفتي قائلا: يُستحب قبول الهدية؛ لما في ذلك من إظهار المودة والمحبة بين الناس، ورد الهدية يخالف الهدي النَّبوي إلا إذا وُجد مانع من قبولها؛ كأن كانت الهدية شيئًا محرمًا، أو كانت رشوة، أو كانت مُهداة لأخذ أكثر منها، أو كانت بمثابة الدَّيْن، أو على سبيل المَنِّ، ويستحب لمَن امتنع عن قبول هدية لعذرٍ أن يُبَيِّن عذره للمُهدي؛ تطييبًا لقلبه وجبرًا لخاطره.

مفهوم الهدية

الهدِيَّة: هو ما يتم إعطاؤه للغير حال الحياة من مالٍ ونحوه ممَّا يُعَدُّ نفعًا ماديًّا أو معنويًّا، وذلك على سبيل المودة والتكريم؛ أو لمناسبة سارَّة، أو هدية في يوم العيد مثلًا، وذلك بقصد التمليك ممَّن يملك التبرع شرعًا. يُنظر: "حاشية ابن عابدين" (5/ 687، ط. دار الفكر)، و"حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" (4/ 97، ط. دار الفكر)، و"روضة الطالبين وعمدة المفتين" (5/ 364، ط. المكتب الإسلامي)، و"الشرح الكبير على متن المقنع" (6/ 246، ط. دار الكتاب العربي).

جاء في نص المادة (834) من "مجلة الأحكام العدلية" (ص: 161، ط. نور محمد): [الهدية: هي المال الذي يعطى لأحدٍ أو يُرسل إليه إكرامًا له] اهـ.

حث الشرع على التهادي بين الناس

حثَّ الشرع الشريف على التهادي؛ لأنَّه من بواعث المحبة وزيادتها، وإثبات المودة والوئام بين الناس، وإذهاب الضغائن، وتأليف القلوب، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحضُّ على التهادي ويقبل الهدايا.

رَوى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ».

ورَوى أيضًا عَن أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا".

كما رَوى في "الأدب المفرد" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا».