قاعة «لافيليت» في باريس تستقبل تابوت رمسيس الثاني لعرضه بمعرض للفراعنة
وصل اليوم الإثنين تابوت الملك رمسيس الثاني إلى قاعة "لافيليت" في باريس وهي القاعة المخصصة لمعرض "رمسيس وذهب الفراعنة"، المقرر إقامته في العاصمة الفرنسية من 6 أبريل الجاري ولمدة 5 شهور، وذلك ليتم عرضه مجددا ضمن قطع ثمينة من الكنوز الفرعونية بعد نحو نصف قرن من عرضه الأول في عام 1976.
جاء ذلك بحضور السفير علاء يوسف، سفير جمهورية مصر العربية لدى فرنسا و ريما عبد المالاك وزيرة الثقافة الفرنسية، و ديدييه فوزيلييه رئيس قاعة "لافيليت" في باريس ومنتج المعرض ميشيل إيلي، بالاضافة إلى اثنين من أمناء المعرض دومينيك فارو و بينيدكت لوييه.
وبهذه المناسبة، ألقى علاء يوسف سفير مصر بباريس كلمة أعرب فيها عن سعادته لهذا النقل الاستثنائي لتابوت رمسيس الثاني إلى باريس والذي يأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وكذلك تقديرا لمجموعة العلماء الفرنسيين الذين قاموا بمعالجة مومياء رمسيس الثاني في عام 1976.
كما ألقت وزيرة الثقافة الفرنسية كلمة أكدت فيها سعادتها لكون فرنسا تستقبل التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية.
وكان مجلس الوزراء المصري قد وافق بشكل استثنائي على سفر التابوت الخشبي الخاص بمومياء الملك رمسيس الثاني، وضمه إلى قائمة القطع الأثرية لمعرض "رمسيس وذهب الفراعنة" في باريس، وذلك بناء على الطلب المقدم من الرئيس والمدير التنفيذي لمتحف هيوستن للعلوم الطبيعية المنظم للمعرض.
ولأول مرة منذ 47 عاما، يغادر تابوت الملك رمسيس الثاني الملون من خشب الأرز والمطلي باللون الأصفر، مصر بشكل استثنائي إلى باريس، وبذلك تكون فرنسا الوحيدة التي تستقبل التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية ولكن هذه المرة لعرضه في متحف باريسي الى جانب أروع كنوزه الملكية.
فقد حظيت فرنسا بشرف استقبال التابوت الملكي في عام 1976 وفي مطار باريس لوبورجيه، قام الحرس الجمهوري الفرنسي باستقبال شرفي لمومياء الملك رمسيس الثاني، وجاء سفر المومياء لمعالجتها من الفطريات ونجح الفريق الطبي الفرنسي في معالجة المومياء بالاشعة السينية.
لكن هذه المرة، سيكون التابوت ضمن مجموعة ثمينة من القطع الأثرية لعرضه في معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" اعتبارا من 6 أبريل الجاري في القاعة الكبرى "لافيليت"، حيث سيسمح للزوار مشاهدة التابوت، والذي تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، وهو مصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل "الملك بهيئة آدمية" وقد تقاطعت يداه، مُمسكا بشارات الحكم صولجان وسوط وله لحية مستعارة مضفرة، كما يتميز التابوت بتفاصيل ونقوش ملونة.
ورمسيس الثاني يحظي بمكانة كبيرة ويعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة، فقد حكم مصر لمدة 66 عاما، وكان قائدا عسكريا مهما وحاكما عظيما، وأحد أشهر فراعنة الأسرة التاسعة عشر.
وشيد رمسيس الثاني العديد من المعالم الآثرية في جميع أنحاء مصر، من بينها "معبد ملايين السنين" ، وكذلك معابد أبو سمبل التي أقيمت لمجد الفرعون وزوجته المفضلة نفرتاري.
أما معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" ، فقد بدأ رحلته في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2022، ويستمر في سيدني في الخريف المقبل، غير أن التابوت الملكي لن يعرض إلا في فرنسا، وقدمته السلطات المصرية استثناء إلى فرنسا تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين أنقذوا مومياء رمسيس الثاني وعالجوها من الفطريات.
ويضم المعرض نحو 181 قطعة أثرية تخص الحضارة المصرية القديمة، وتعد من بين أغلى الثروات في العالم، من بينها مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم (التعويذات) والأقنعة والتوابيت الأخرى. وسيسمح للزوار معرفة المزيد عن حياة الفرعون العظيم وحكمه مصر.
كما يتوقع أن يجذب عددا كبيرا من الزوار على غرار المعرض الذي أقيم لتوت عنخ آمون وتم تجهيزه في المكان نفسه عام 2019 وجذب 4ر1 مليون زائر.