«لم يعد قوة قتالية عالية المستوى».. واشنطن تحذر بريطانيا من ضعف جيشها
قالت مصادر بوزارة الدفاع البريطانية، إن جنرالاً أمريكياً كبيراً أبلغ الوزير بن والاس، سراً بأن جيش بريطانيا لم يعد قوة قتالية عالية المستوى.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز" الاثنين، عن المصادر قولها إن جنرالاً أمريكياً رفيع المستوى قدم الخريف الماضي تقييماً صريحاً للجيش البريطاني إلى والاس ومسؤولين كبار آخرين.
وحدد الجنرال الأمريكي مستويات لتصنيف قوة الجيش البريطاني، إذ وضع الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا في المستوى الأول، وفق ما نقله موقع "الشرق".
ووصف المستوى الثاني بأنه الذي يضم القوات المتوسطة ذات القدرات القتالية العالية، مثل ألمانيا وإيطاليا، بحسب الشبكة البريطانية.
وقال الجنرال: "أنتم لستم في المستوى الأول، أنتم بالكاد في المستوى الثاني"، مُشيرًا إلى الجيش البريطاني، وفقاً للمصادر.
وأكد أحد المصادر أن الولايات المتحدة وباقي الدول في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تدرك أن بريطانيا تخطط لإعادة بناء قواتها، مُضيفاً أنها ستشهد العديد من الاستثمارات الجديدة على مدى السنوات العشر المقبلة، ولكن المصادر الأخرى كانت أقل ثقة بشأن الطريقة التي ينظر بها الحلفاء إلى بريطانيا، بحسب "سكاي نيوز".
وشددت المصادر البريطانية على وجوب وقف التراجع في القدرات القتالية الذي يأتي بعد عقود من تقليل الإنفاق الدفاعي لتوفير الأموال، بشكل أسرع مما كان مخططاً له بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال أحد المصادر: "خلاصة القول الجيش بالكامل غير قادر على حماية بريطانيا وحلفائنا لـ10 سنوات".
وذكرت المصادر أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مُهدد بالإخفاق في أداء دوره كـ"رئيس وزراء في زمن الحرب" ما لم يتخذ إجراءات عاجلة، في ظل التهديد الأمني المتزايد الذي تشكله روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.
وأوضحت أن الإجراءات التي يجب أن يتخذها سوناك تشمل زيادة ميزانية الدفاع بما لا يقل عن 3 مليارات جنيه إسترليني سنوياً، ووقف خطة تقليص حجم الجيش، وتخفيف قواعد الشراء في وقت السلم التي تعيق قدرة بريطانيا على شراء الأسلحة والذخيرة بسرعة.
ولفت مصدر إلى أن لدى لندن "رئيس وزراء في زمن الحرب، والتاريخ سيذكر الخيارات التي سيتخذونها في الأسابيع المقبلة، باعتبارها عنصراً أساسياً في ما إذا كانت هذه الحكومة تؤمن حقاً بأن واجبها الأساسي هو الدفاع عن المملكة، أو ما إذا كان ذلك مجرد شعار يُردد".
الدفاعات الجوية
وأضاف المصدر أن القوات المسلحة البريطانية ستستنفد ذخيرتها "في غضون أيام قليلة" إذا اضطرت إلى خوض حرب، وأن بريطانيا تفتقر إلى القدرة على الدفاع عن أجوائها ضد مستوى الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المُسيرة التي تواجهها أوكرانيا.
ويرى المصدر أن الجيش يحتاج من 5 إلى 10 سنوات ليتمكن من نشر كتيبة قتالية يتراوح قوامها بين 25 و20 ألف جندي مدعومين بالدبابات، والمدفعية، والمروحيات.
وأوضح أن قوات الاحتياط تشكل 30% من القوات البريطانية عالية الاستعداد، وأن غالبية المركبات المدرعة التي يمتلكها الجيش، بما فيها الدبابات، صُنعت قبل ما يتراوح بين 30 إلى 60 عاماً.
وأعلنت قوى أوروبية بينها فرنسا وألمانيا، عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2022.
وقال الاتحاد الأوروبي إن الرئيس بوتين يخوض حرباً مع الغرب وحلف شمال الأطلسي، لكن سوناك، يريد فقط أن "تزول" المشكلة، وفقاً لمصدر آخر.
وقال المصدر إن سوناك لم يقدم بعد أي تعهد بناء لتعزيز خزائن وزارة الدفاع، ولكنه بدلاً من ذلك يسعى إلى إعادة مراجعة السياسة الدفاعية المُقرر نشرها في 7 مارس المقبل قبل إصدار ميزانية فصل الربيع، والتي ستحدد ما إذا كانت هناك أموال جديدة للجيش.
وتوجد خطط لتحديث الجيش البريطاني عن طريق إضافة مركبات قتالية، وصواريخ، ودبابات متطورة إليه، ولكن هذه الخطط وُضعت قبل انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، علاوة على أن الجدول الزمني لعملية التحول "بطيئة للغاية" لمواجهة المخاطر المتزايدة، وفقاً لمصادر وزارة الدفاع.