الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 03:53 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

«روساتوم» تنجح في تثبيت هيكل المفاعل الروسي الفريد للأبحاث MBIR

هيكل المفاعل الروسي الفريد للأبحاث
هيكل المفاعل الروسي الفريد للأبحاث

أعلنت شركة روساتوم الروسية والمسئولة عن تنفيذ محطة الضبعة بمرسى مطروح، عن نجاحها في تثبيت هيكل المفاعل البحثي متعدد الاستخدامات العامل على النيوترونات السريعة (اختصاراً MBIR)، وذلك في يناير 2023، الذي يعد الأكبر في العالم ولا يزال في طور الإنشاء، في المكان المحدد له وفقاً للمخططات، وذلك في موقع البناء المخصص للمفاعل في معهد بحوث المفاعلات النووية الواقع بمدينة ديميتروفجراد، مقاطعة أوليانوفسك، والتابع لشركة "العلوم والابتكارات" الممثلة للقسم العلمي ضمن مجموعة روساتوم.
يعد هذا الإنجاز من أهم مراحل تجميع مكونات المفاعل وهي تمهد لاستكمال الأعمال المتعلقة بتثبيت القبة العليا لمبنى احتواء المفاعل في مكانها.

ومن زاحيته، قال يوري أولينين، نائب المدير العام للعلوم والسياسة الاستراتيجية في روساتوم، معلقاً على الحدث: "يمثل تثبيت هيكل المفاعل في مكانه المحدد في المخططات نتيجة ملموسة لعمل فريق كبير من العلماء والمهندسين والمصممين وعاملي البناء الذين يسعون إلى تحقيق هدف واحد. يعد هذا الحدث تطوراً مهماً في إطار تنفيذ مشروع بناء المفاعل، ويتيح البدء بالأعمال الأخرى الخاصة بتركيب معدات المفاعل لكي نقترب أكثر من إتمام الأعمال الإنشائية والتي تتقدم بوتيرة أسرع تتجاوز الجدول الزمني المقرر".

وتابع:" هذا يعني أن بلدنا بل أيضاً القطاع النووي العالمي سيحصل قريباً على مرفق بحثي متقدم تقنياً سيمكننا من توسيع نطاق البحوث الخاصة بتقنيات إنتاج الطاقة النووية في إطار النظام ثنائي المكون المعتمد على مفاعلات الماء المضغوط ومفاعلات النيوترونات السريعة العاملة ضمن دورة الوقود النووي المغلقة المستدامة، بالإضافة إلى تسريع عملية تطوير المفاعلات النووية الآمنة من الجيل الرابع، والقيام بالبحوث العلمية الأساسية والتطبيقية الابتكارية المتقدمة خلال السنوات الخمسين القادمة".

وأضاف أن مفاعل النيوترونات السريعة للبحوث الذي تطوره روساتوم والمشروع العلمي الروسي الضخم الآخر وهو مشروع مفاعلPIK التابع لمعهد كورتشاتوف للبحوث، سيعمل بشكل تكميلي مع بعضهما حتى يشملا معاً كامل نطاق الأبحاث المتعلقة بالنيوترونات، بما في ذلك في مجال طاقة النيوترونات ودراسة الجوانب الأخرى التي قد تصبح موضعاً للبحث مستقبلاً.

أما هيكل مفاعل MBIR فهو عبارة عن منتج فريد من نوعه يبلغ طوله 12 متراً وقطره 4 أمتار ويوزن أكثر من 83 طناً. وقد تم تسليمه إلى موقع البناء في أبريل 2022 قبل 16 شهراً من الموعد المحدد في الجدول الزمني، وذلك بعد تصنيعه في مصنع "أتوم ماش" في مدينة فولغودونسك بمقاطعة روستوف جنوب روسيا (يتبع لروساتوم).

يمثل مشروع إنشاء هذا المفاعل أحد المشاريع الحيوية الذي من شأنه تعزيز القدرات والإمكانات العلمية والإنتاجية لمعهد بحوث المفاعلات النووية والقطاع النووي الروسي ككل خلال السنوات الـ50 القادمة، بالإضافة إلى أن المشروع يصاحبه إنشاء مجموعة من المرافق ذات الأهمية الاجتماعية في مدينة ديميتروفغراد ومقاطعة أوليانوفسك، بما في ذلك تطوير حي جديد يتضمن مبان سكنية ذات عدد قليل من الطوابق للأخصائيين المؤهلين تأهيلا عاليا والعلماء.

بالتوازي مع المضي قدماً في بناء مفاعل MBIR يجري العمل على إنشاء مركز دولي للأبحاث في مدينة ديميتروفغراد على أن يصبح مركزاً عالمياً للكفاءات وداراً للمعرفة الخاصة بمفاعلات النيوترونات السريعة، حيث يتوقع أن يجمع هذا المركز الجديد خبراء من المؤسسات العلمية الدولية والروسية الرائدة.

يعمل في موقع المفاعل حالياً نحو 1400 عامل بناء، بمن فيهم المهندسون والموظفون الفنيون، كما تستخدم في الأعمال الإنشائية أكثر من 80 آلة بناء.
من المخطط أن تنتهي أعمال البناء في عام 2026، وذلك قبل عام واحد من الموعد المتوقع، على أن يدخل المفاعل مرحلة التشغيل في عام 2027.

تضخ الدولة الروسية والشركات المحلية الكبيرة مواردها من أجل تسريع العمل الرامي إلى إنشاء وتنمية البنية التحتية اللوجستية اللازمة في البلاد وتعزيز قدراتها في مجال البحث العلمي والتطور التقني. في هذا السياق تسعى روساتوم إلى تبني الابتكارات والمعدات الجديدة عالية التقنية، بغرض تعزيز القدرات التنافسية للصناعة النووية الروسية والقطاع الصناعي الوطني بأكمله. تعتمد التقنيات المبتكرة التي تستخدمها شركة روساتوم على الإنجازات المتقدمة التي حققتها العلوم النووية الروسية، وتتماشى تماماً مع الأجندة العالمية الخاصة بتقييم استدامة المؤسسات وفقاً لمعايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG).

يعد MBIR مفاعل بحثي سريع النيوترونات متعدد الاستخدامات من الجيل الرابع.

ويجري بناؤه في إطار المشروع الفيدرالي الشامل لتطوير العلوم والتكنولوجيا النووية في روسيا. سيصبح هذا المفاعل بعد دخوله حيز التشغيل أقوى مفاعل بحثي في العالم (تبلغ قدرته 150 ميغاواط)، وسيحل محل المفاعل BOR-60 الذي لا يزال يُستخدم منذ أكثر من نصف قرن في البحوث والدراسات العلمية بمعهد أبحاث المفاعلات النووية الواقع بمدينة ديميتروفغراد. سيتيح المفاعل الجديد إجراء مزيد من التجارب العلمية وتحسين تقنيات إنتاج النظائر المشعة والمواد المعدلة.

ويُنفذ المشروع بالتعاون مع شركةNIKIET بصفة المصمم الرئيسي، ومعهد الفيزياء والطاقة بصفة المشرف العلمي (يحمل المعهد اسم عالم الفيزياء السوفيتي ألكسندر ليبونسكي الواقع في مدينة أوبنينسك بمقاطعة كالوغا؛ ويدخل ضمن قسم العلوم في روساتوم)، فيما تؤدي شركة "جي سي بي إي" للخدمات الهندسية دور الجهة المسؤولة عن إعداد المخططات الخاصة بالمشروع، ومعهد "أورغ إينيرغو ستروي" بصفة المقاول الرئيسي. كما تأسست عام 2019 شركة "قائد (ليدر باللغة الروسية) الكونسورتيوم الخاص بمركز الأبحاث الدولي MBIR" للعمل على إقامة تعاون بين الأـخصائيين والعلماء الروس والأجانب في إطار المشروع.

وستكون المواصفات الفنية الفريدة لمفاعل MBIR مفيدة في اختبارات المواد والوقود ومواد التبريد الجديدة، حيث سيشكل المفاعل عنصراً حيوياً ضمن البنية التحتية العلمية الحديثة والمتقدمة تكنولوجياً التي تعتمد عليها الصناعة النووية الروسية.