تشيلسي.. صفقات بنصف مليار يورو وقطف الثمار مؤجل
شهد نادي تشيلسي نقلة تاريخية مع مالكه السابق الروسي رومان أبراموفيتش، ولكن الحرب على أوكرانيا غيرت مصير النادي اللندني بشكل كامل، وأدت لقدوم إدارة جديدة يقودها تود بولي الذي حاول السير على خطى أبراموفيتش بجلب صفقات كثيرة بمبالغ ضخمة.
ولم يتوقف تود بولي عند إبرام صفقات بمبالغ فلكية منذ توليه المسؤولية، فقد انتهج كذلك سياسة تغيير المدربين، تماماً كما كان يفعل أبراموفيتش في الفترة من 2003 إلى 2022.
وغَير أبراموفيتش ما مجموعه 15 مدرباً في أقل من 20 سنة بعد إقالة كلاوديو رانييري عام 2004 وتعيين جوزيه مورينيو.
واستهل تود بولي مشواره مع النادي بإقالة الفائز بدوري أبطال أوروبا 2021 "توماس توخيل" في سبتمبر 2022 واستبداله بالمدرب الإنجليزي جراهام بوتر بسبب العمل الكبير الذي قام به مع برايتون.
وتمكنت إدارة بولي من الاستحواذ على ملكية نادي تشيلسي الإنجليزي بصفقة بلغت 5.2 مليار دولار، وكان الجميع يعتقد أن الأمور ستسير كما كانت في عهد أبراموفيتش الذي حقق كل شيء تقريباً في كرة القدم، ومن بينها التتويج بلقبين في دوري أبطال أوروبا، الأولى كانت أمام بارين ميونيخ والثانية أمام النادي الإنجليزي الآخر مانشستر سيتي.
ولكن الرياح لم تسر كما تريده سفينة الإدارة الجديدة للنادي اللندني حتى هذه اللحظة، فلم تكن الرؤية صائبة في بعض الصفقات التي تمت، كما اتضح مع الوقت التعجل في اتخاذ قرار إقالة توماس توخيل.
وقامت الإدارة الجديدة لبلوز غرب لندن بقيادة تود بولي، وبعد رحيل مسؤولة التعاقدات الروسية مارينا غرانوفسكايا، بالعديد من الصفقات، وصلت إلى 14 صفقة بين شراء نهائي وإعارات من أندية أخرى.
وتعاقد النادي اللندني مع الأوكراني مودريك من شاختار بـ100 مليون يورو عند فتح الميركاتو الشتوي 2023، بالإضافة إلى المهاجم البرتغالي جواو فيليكس كإعارة من أتلتيكو مدريد مقابل 11.5 مليون يورو، نقلا عن موقع "الشرق رياضة".
وانضم المدافع بادياشيل من موناكو الفرنسي بـ37 مليون يورو، وسالونينا من شيكاجو فاير الأمريكي مقابل 9 مليون يورو.
وقبل كل هؤلاء انضم السويسري دينيس زكريا كإعارة من يوفنتوس مقابل 4 ملايين يورو، وخلال اليوم الأخير من الميركاتو الصيفي 2022 تعاقد النادي مع الجابوني أوباميانج من برشلونة نظير 12 مليون يورو وماركوس ألونسو الذي رحل في الاتجاه المعاكس.
وانتقل كاسادي من إنتر ميلان بـ15 مليون يورو، والمدافع ويسلي فوفانا من ليستر سيتي في صفقة قياسية بلغت 82.5 مليون يورو.
والظهير الأيسر الدولي الإسباني مارك كوكوريا من برايتون بـ65.3 مليون يورو، والمدافع السنغالي خاليدو كوليبالي من نابولي بـ38 مليون يورو، والجناح الدولي الإنجليزي رحيم سترلينج من مانشستر سيتي بـ55 مليون يورو، ثم دافيد فوفانا من مولده النرويجي مقابل 12 مليون يورو، وأندري من فاسكو دي جاما بـ13 مليون يورو، وكارني تشوكويميكا بـ17.9 مليون يورو من أستون فيلا.
بحساب كل هذه الصفقات في عهد الإدارة الجديدة فإن تشيلسي يكون قد أنفق ما يصل إلى 472.2 مليون يورو وهو مبلغ يقارب النصف مليار يورو.
وفي المقابل فإن عملية بيع اللاعبين أو إعارتهم بمقابل مادي لم تتجاوز تقريبا 44.6 مليون يورو كان أبرزها بيع تيمو فيرنر لناديه السابق لايبزيج مقابل 20 مليون يورو.
بيّع أيضاً وروميلو لوكاكو مقابل 8 ملايين يورو لإنتر ميلان بخسارة فادحة بعد انضمامه بأزيد من 60 مليون إسترليني في صيف 2021، والظهير الأيسر الإيطالي إيمرسون بالميري إلى نادي وست هام بـ13 مليون يورو، والمهاجم ميشي باتشواي إلى فنربخشة مقابل 3.5 مليون يورو وصفقات أخرى، وحسابياً فإن الفارق بعد كل هذا التخبط بلغ 427.7 مليون يورو.
لطالما عُرف نادي تشيلسي تحت قيادة مالكه السابق رومان أبراموفيتش بتغيير المدربين، ويبدو أن الإدارة الحالية بقيادة بولي ستسير على نفس النهج، حيث تخلت في شهر سبتمبر من العام الماضي عن خدمات المدرب الألماني توماس توخيل بعد الخسارة أمام دينامو زغرب في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وتم التعاقد مع المدرب جراهام بوتر الذي كان يشرف سابقاً على نادي برايتون والذي تعاقد بدوره مع المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي.
وبما أن إدارة تشيلسي بقيادة تود بولي لا تتحدث إلا بلغة الأموال فإن التعاقد مع المدرب جراهام بوتر تم بعدما دفع "البلوز" ما يقارب 21 مليون جنيه استرليني لفسخ عقده مع برايتون.
لكن مع مرور الوقت وقع المدرب في ورطة كبيرة بسبب النتائج غير المرضية، وبات البلوز في وسط الترتيب، ورغم فوزه مؤخراً على نادي كريستال بالاس بهدف يتيم إلا أنه مازال في المركز العاشر في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 28 نقطة مناصفة مع ليفربول وسيتقابلان في الجولة المقبلة، وسيواجه النادي اللندني بوروسيا دورتموند في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، وهي مواجهة صعبة أمام فريق مستقر استطاع التعادل مع مانشستر سيتي في دور المجموعات، علماً بأن السيتي هزم تشيلسي في غضون 3 أيام بالدوري وكأس إنجلترا.
المبالغ الكبيرة التي أنفقها نادي تشيلسي على جلب اللاعبين والتعاقد مع المدرب بوتر لم يكن هنالك انعكاس كبير لها على نتائج النادي.
ومع تراجع النتائج وتدني المستوى، بدأت التساؤلات حول ما إذا كان تشيلسي سيجري تغييراً جديداً على الجهاز الفني والتقني للفريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة إذا لم تسر الأمور بالطريقة اللازمة على صعيد النتائج المحلية وفي المنافسة الأوروبية.
فهل ستقوم الإدارة بتغيير المدرب أو أنها ستحاول تركه إلى غاية نهاية الموسم ومن ثم فسخ عقده، أم ستتركه وستقوم بثورة في التعداد، كلها أسئلة تنتظر الإجابات من عشاق النادي الأزرق.