الأحد 24 نوفمبر 2024 مـ 04:12 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر.. حكايات عن «قاهر الاستعمار» وزعيم الأمة

ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر
ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر

تحل اليوم ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر في الـ15 من يناير 1918، بالإسكندرية والملقب بزعيم الأمة وقاهر الاستعمار.

وولد جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان في 15 يناير 1918 قبيل أحداث ثورة 1335هـ = 1919م، التي هزّت مصر، وحركت وجدان المصريين، وألهبت مشاعر الثورة والوطنية في قلوبهم، وبعثت روح المقاومة ضد المستعمرين، هو ثاني رؤساء مصر، وهو قائد ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق.

بعد أن أنهى المرحلة الثانوية بنجاح قرّر الانضمام إلى الجيش المصري، وقد أدرك في ذلك الوقت أن تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي لا يكون بالكلمات والخطابات بل بالتحرك العسكري، ورفض من الكلية الحربية لأنّه ابن فلاح، ولاشتراكه في المظاهرات الطلابية، فالتحق بكلية الحقوق وظل فيها ستة شهور حتى عام 1936م. ثم ساءت الأوضاع السياسية في مصر نتيجة للتدخل البريطاني فيها، واحتلال الجماعات الصهيونية لفلسطين، وتحجيم دور الملك فاروق في السياسة المصرية من قبل بريطانيا، قرّر جمال عبد الناصر ومجموعة من الضباط، ومنهم: أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وغيرهم، بتشكيل تنظيم عسكري للإطاحة بحكم الملك فاروق، وسمي هذا التنظيم (الضباط الأحرار)، وبعد أن ساءت الأوضاع في مصر نتيجة لحريق القاهرة الذي اندلع في عام 1952م أجبر تنظيم الضباط الأحرار الملك فاروق بتاريخ 26 (يوليو) من العام نفسه على التنحي عن الحكم لابنه أحمد فؤاد، وتمّ إنهاء الحكم الملكي، وإعلان النظام الجمهوري برئاسة محمد نجيب.

وفى فبراير ١٩٥٤ استقال محمد نجيب بعد أن اتسعت الخلافات بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وعين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء، وانتخب في 23 يونيو ١٩٥٦ رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ أول دستور للثورة.

وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى مؤامرة الانفصال التي قام بها أفراد من الجيش السوري في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١.


في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر. وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية. وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في ذلك الوقت. قدم ناصر دستورًا جديدًا في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيسًا لحركة عدم الانحياز الدولية، بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة، وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967.

واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة، بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيسًا للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967، وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.

ارتفعت شعبية عبد الناصر في مصر والعالم العربي بعد تأميمه لشركة قناة السويس وانتصاره السياسي في أزمة السويس اللاحقة، والمعروفة في مصر بالعدوان الثلاثي، ازدادت الدعوات للوحدة العربية تحت قيادته، وبلغت ذروتها مع تشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا من 1958 إلى 1961.

في عام 1962، بدأ ناصر سلسلة من الإجراءات الاشتراكية الرئيسية وإصلاحات التحديث في مصر. على الرغم من النكسات التي لحقت بقوميته العربية، بحلول عام 1963 اكتسب أنصار عبد الناصر السلطة في العديد من البلدان العربية، لكنه انخرط في الحرب الأهلية في شمال اليمن، وفي النهاية الحرب الباردة العربية الأكبر.

بدأ فترته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد منع خصومه السياسيين من الترشح، بعد هزيمة مصر على يد إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، استقال ناصر ، لكنه عاد إلى منصبه بعد مظاهرات شعبية دعت إلى إعادته لمنصبه، و بحلول عام 1968، عين ناصر نفسه رئيسًا للوزراء ، وأطلق حرب الاستنزاف لاستعادة شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل، بدأت عملية نزع الطابع السياسي عن الجيش، وأصدرت مجموعة من إصلاحات التحرر السياسي، بعد انتهاء قمة جامعة الدول العربية عام 1970، أصيب ناصر بنوبة قلبية وتوفي، جذبت جنازته في القاهرة خمسة إلى ستة ملايين من المعزين، وأثارت فيض من الحزن في جميع أنحاء العالم العربي.

بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، توفي عبد الناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية، وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص.

يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزًا للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية؛ بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان.

تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، كان من بينها محاولة اغتيال في حي المنشية بالإسكندرية عام 1954م نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقد نفت الجماعة علاقتها بالحادثة. أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين. يصف المؤرخون ناصر باعتباره واحدًا من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط في القرن العشرين.