انطلاق النسخة السادسة من المشروع العلمي والتعليمي الدولي «كاسحة الجليد للمعرفة»

انطلقت مرحلة الاختيار التنافسي للمشاركين الدوليين في النسخة السادسة من المشروع العلمي والتعليمي الدولي «كاسحة الجليد للمعرفة».
وتُقام هذه النسخة الاستثنائية احتفاءً بمرور 80 عامًا على تأسيس الصناعة النووية في روسيا، وكذلك بمرور 500 عام على تطوير الطريق البحري الشمالي.
وسيحظى الفائزون بفرصة خوض رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي على متن كاسحة الجليد النووية «50 عامًا من النصر» التابعة لشركة “روساتوم فلوت”. وخلال هذه الرحلة، سيشارك المتأهلون في برنامج تعليمي شامل يتضمن محاضرات، وورش عمل متخصصة، ومسابقات معرفية، وأنشطة تفاعلية متنوعة.
ويُتاح لطلاب المدارس ممن تتراوح اعمارهم بين 14 و16 عامًا من 20 دولة فرصة المشاركة في هذا الاختيار، وهم: أرمينيا، بنجلاديش، بيلاروس، بوليفيا، البرازيل، الصين، مصر، غانا، المجر، الهند، إندونيسيا، قيرغيزستان، كازاخستان، منغوليا، ميانمار، ناميبيا، جنوب أفريقيا، أوزبكستان، فيتنام، وتركيا.
وتُجرى المسابقة عبر الإنترنت من خلال الموقع الإلكتروني: goarctic.energy.
ويتألف برنامج الاختيار من ثلاث مراحل، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في 20 يونيو 2025، حيث سيتم تشكيل الفريق الدولي للبعثة الاستكشافية المتوجهة إلى القطب الشمالي.
ومن المتوقع أن يكون بعض الفائزين أول ممثلين عن بلدانهم يصلون إلى هذه النقطة الجغرافية الفريدة.
أما بالنسبة للمشاركين من الطلبة الروس، فقد بدأت عملية اختيارهم في وقت سابق عبر المنصة الإلكترونية: polus.atom.online، وتستمر حتى 5 مايو 2025.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع «كاسحة الجليد للمعرفة» يُعد مبادرة علمية وتعليمية ينظمها مركز معلومات الصناعة النووية (NIIC) بدعم من شركة “روساتوم”، ويهدف إلى تعزيز الاهتمام بالعلوم الطبيعية والتقنيات النووية، واكتشاف ورعاية المواهب الشابة في هذا المجال، إضافة إلى توجيههم مهنيًا وتنمية قدراتهم العلمية.
ويدعو المشروع طلاب المدارس من جميع أنحاء العالم، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عامًا، للمشاركة في هذه التجربة الفريدة، حيث سيحظى المتفوقون منهم بفرصة الانضمام إلى البعثة العلمية والتعليمية إلى القطب الشمالي على متن كاسحة الجليد النووية «50 عامًا من النصر».
وعلى مدار السنوات الست الماضية، أتاح مشروع «كاسح الجليد للمعرفة» لمئات الطلبة الموهوبين فرصة خوض تجربة علمية لا تُنسى في القطب الشمالي، إلى جانب أقرانهم من مختلف دول العالم.
ومنذ انطلاق المشروع، شارك أكثر من 350 طالبًا في هذه البعثات الاستكشافية التي نظمتها “روساتوم”.
وفي عام 2024، اكتسب المشروع بعدًا دوليًا أوسع، حيث انطلقت بعثة تضم 15 طالبًا وخبيرًا من أرمينيا، أوزبكستان، كازاخستان، قيرجيزستان، بيلاروس، منغوليا، المجر، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، في رحلة إلى القطب الشمالي على متن كاسحة الجليد النووية «50 عامًا من النصر».
الصناعة النووية الروسية: 80 عامًا من الريادة
تحتفل الصناعة النووية الروسية في عام 2025 بمرور 80 عامًا على تأسيسها، حيث كان الاتحاد السوفيتي رائدًا عالميًا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فقد أنشأ العلماء السوفييت أول محطة للطاقة النووية في العالم بمدينة أوبنينسك عام 1954، وطوّروا أول كاسحة جليد نووية «لينين» عام 1959 لخدمة رحلات الاستكشاف في القطب الشمالي، واليوم، تواصل “روساتوم” هذا الإرث من الابتكار من خلال تطوير وتطبيق التقنيات النووية المتقدمة في قطاعات متعددة.
ولا تقتصر أنشطة “روساتوم” على بناء محطات الطاقة النووية وتوفير الطاقة النظيفة لمئات الملايين من الأشخاص في عشرات الدول حول العالم، بل تمتد أيضًا لدعم البنية التحتية للطريق البحري الشمالي، وإنتاج المواد المتقدمة، وتطوير وتصنيع الأدوية المستخدمة في الطب النووي.
ويحمل الاحتفال بالذكرى الـ80 شعارًا يتمثل في ثلاث كلمات رئيسية: الفخر، الإلهام، الطموح — حيث يفخر العلماء النوويون بإنجازات الرواد الأوائل، ويستمدون الإلهام من نجاحات الأجيال السابقة، ويواصلون السعي لتوسيع آفاق الحاضر واستكشاف آفاق جديدة، ومن أبرز فعاليات هذا العام «أسبوع الطاقة الذرية العالمي»، وهو منتدى دولي سيُعقد في موسكو خلال خريف هذا العام.
الطريق البحري الشمالي: شريان ملاحي تاريخي
ويُعد الطريق البحري الشمالي أقصر ممر ملاحي يربط بين غرب أوراسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقد شكّل على مر التاريخ شريانًا وطنيًا حيويًا للنقل في روسيا، ويعود أول توثيق لفكرة هذا الطريق إلى عام 1525، عندما اقترح الدبلوماسي الروسي دميتري جيراسيموف إنشاء طريق ملاحي عبر المحيط المتجمد الشمالي، مما مهّد السبيل للتواصل البحري بين الصين وروسيا، ويحتفل هذا الطريق في عام 2025 بمرور 500 عام على بدء تطويره.
وفي عام 2018، عيّنت الحكومة الروسية شركة “روساتوم” كمشغل للبنية التحتية للطريق البحري الشمالي، حيث تتولى الإشراف على تنفيذ المشروع الفيدرالي «تطوير الطريق البحري الشمالي»، كما تشارك “روساتوم” في تنفيذ خطة تطوير الطريق حتى عام 2035، بالإضافة إلى المبادرة الاستراتيجية للنمو الاجتماعي والاقتصادي للاتحاد الروسي حتى عام 2030، تحت عنوان «الممر البحري الشمالي على مدار العام».
أسطول كاسحات الجليد النووية: تفرّد عالمي
وتُعد روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك أسطولًا من كاسحات الجليد النووية، ويُدار هذا الأسطول بواسطة شركة “أتومفلوت”، إحدى الشركات التابعة لـ “روساتوم”، ويضم الأسطول حاليًا ثماني كاسحات جليد نووية، تلعب دورًا محوريًا في ضمان الملاحة الآمنة على مدار العام في الطريق البحري الشمالي.
الاستثمار في التعليم والابتكار
تولي “روساتوم” وشركاتها اهتمامًا خاصًا بدعم وتطوير المبادرات التعليمية والعلمية والثقافية، وتشمل هذه الجهود إنشاء أقسام متخصصة في الجامعات الروسية، وتقديم برامج للمنح الدراسية، وتنفيذ مبادرات تعليمية واسعة النطاق، كما توفر الشركة فرص التدريب العملي، والتأهيل المهني، وبرامج التوظيف للطلاب والخريجين الشباب، بما يسهم في إعداد الكوادر المتخصصة في مجالات الطاقة النووية والعلوم والتكنولوجيا.