طلاء أسود قصر النيل يثير الجدل.. والحكومة ترد: «تنظيف بالهواء والصابون»
أثارت أزمة طلاء أسود قصر النيل، جدلًا موسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، سيطرت واقعة طلاء أسود قصر النيل باللون الأسود على أحاديث الناس؛ وسط انتقادات حادة من قبل الكثيرين؛ خاصة المهتمين بالتراث والآثار التي تحفظ هوية الوطن إلى الطريقة التي تم بها صيانة 21 تمثالاً في مختلف الميادين العامة بالقاهرة.
أول تعليق من وزير السياحة والآثار على واقعة طلاء أسود قصر النيل
وفي أول تعليق من شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، على واقعة ترميم أسود قصر النيل قال: «الموضوع ببساطة أن محافظة القاهرة بدأت فى حملة لصيانة التماثيل بالمحافظة واستعانت بالمجلس الأعلى للآثار، وما تم هو تنظيف باستخدام الهواء وصابون متعادل بنفس المواد المصنوع بها التمثال ثم تم وضع مادة عازلة عليها".
وتابع فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء، أن هناك دروسًا مستفادة من هذا الأمر وهى تحرى الدقة ومن يريد الإصلاح يكون إيجابيًا ويستخدم القنوات الصحيحة ليقول رأيه وليس خلق حالة من البلبلة.
قصة تماثيل أسود قصر النيل
وتعود قصة تماثيل أسود قصر النيل في الأصل إلى أنها صنعت لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خلع وتولى ابنه الخديوي توفيق، وكانت تُجري في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوي إسماعيل كما كان يسمى الكوبري آن ذاك، ورأى الخديوي توفيق أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق.
ويرجع عدم تسجيل تماثيل أسود قصر النيل إلى قرار الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، الذي رفض تسجيل الأسود وكوبري قصر النيل ضمن الآثار الإسلامية.
أشار العناني إلى أن تسجيل الكوبري سيتم فقط حال تحويله لكوبري مشاه.
وفي تصريحات سابقة له، أبدى العناني تخوفه من أن تسجيل التماثيل سيعرض الأفراد الذين يحاولون تسلقها أو كتابة عبارات عليها لمخاطر قانونية، وفقًا لقانون حماية الآثار الذي ينص على عقوبات تصل للحبس وغرامات كبيرة.
وينص القانون على عقوبة تصل للحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 500 ألف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين، لكل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية، أو كتب أو نقش على الأثر، أو وضع دهانات عليه.
من جانبه، أوضح جمال مصطفى، الثلاثاء، أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار بطلاء تماثيل أسود كوبري قصر النيل باللون الأسود أثناء أعمال الصيانة عار تماماً من الصحة.
أسود كوبري قصر النيل ليست أثرًا
وكشف أن تماثيل أسود كوبري قصر النيل ليست في عداد الآثار المسجلة، وأن أعمال التنظيف والصيانة التي يقوم المجلس بتنفيذها بها حالياً تأتي في إطار التعاون مع محافظة القاهرة ورغبتها في الاستعانة بالخبرات الموجودة في المجلس في مجال الترميم لتنظيف وصيانة التماثيل الموجودة بالميادين والحدائق العامة بالمحافظة، بهدف إظهار هذه الميادين بالشكل اللائق وإضفاء الشكل الحضاري والجمالي عليها.
وأشار إلى أن أعمال التنظيف والصيانة التي يقوم بها فريق العمل من مرمّمي المجلس تتم بدقة وحرص شديد، ووفقاً للقواعد العلمية والفنية المتبعة والمتعارف عليها، مشدداً على أن "هذه التماثيل ذات قيمة فنية وتاريخية عظيمة، فهي جزء من تراث مصر الحضاري والثقافي والتاريخي".
طبقة عزل شفافة لحماية أسود قصر النيل
وتابع أن أعمال تنظيف هذه التماثيل اقتصرت فقط على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة، وغازات التلوث الجوي فقط، بالإضافة إلى وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية من أشعة الشمس والأتربة والهواء ومياه الأمطار، مؤكداً أنه لم يتم إطلاقاً استعمال ورنيش أو أي مواد ملونة أو ملمعة أدت إلى تغير لونها كما أشيع.
ولفت إلى أن أعمال الصيانة التي تتم لم ترصد أي ترسبات لنواتج الصدأ، وذلك بسبب خضوع هذه التماثيل لأعمال التنظيف الدورية التي يقوم بها المجلس على فترات متقاربة منذ بدء قيامه بذلك في عام 2021، حيث كان يتم عزلها كل مرة ما أدى إلى تمتعها بحالة جيدة من الحفظ وعدم إصابتها بالصدأ أو التآكل.
ونوه بأن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المجلس بأعمال التنظيف والصيانة لهذه التماثيل، لافتاً إلى أنه يقوم منذ عام 2021 بصيانتها بنفس الطريقة والأساليب العلمية الدقيقة.
من جانبها أعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن خوفها من أعمال الصيانة التي أعلنت عنها محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار.
وقالت -في بيان- إنه لوحظ استخدام "الرولة" في دهان التماثيل البرونز، ما وصفته بالخطأ الكبير والمخالف للقواعد العلمية والفنية لأعمال الصيانة.
كما اعتبرت أن هذه الطريقة تفقد التماثيل قيمتها الفنية وتشكل ما يشبه "الطمس" لخامة البرونز.