بعد تركيب وعاء المفاعل الأول..
رئيس المحطات النووية يكشف لـ«المواطن المصري» آخر تطورات مشروع محطة الضبعة
تواصل هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، العمل وفقا لجدولها الزمنى فى بناء محطة الضبعة النووية، خاصة مع الانتهاء من أهم معدات الوحدة الأولى والثانية، الخاصة بعوامل وأنظمة السلامة السلبية لوحدة الطاقة، بالإضافة إلى وضع الخرسانات الأولية للمفاعلات الأربعة بالمحطة، إذ أنها تسير بخطى متسارعة من أجل دخول القاهرة ضمن الدول المنتجة للكهرباء من الطاقة النووية قبل نهاية العقد الجارى بشراكة روسية.
رئيس المحطات النووية يكشف لـ«المواطن المصري» آخر تطورات مشروع محطة الضبعة
وفى هذا الصدد، تتابع هيئة المحطات النووية بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية، وفقًا لخطة الحكومة كافة الأعمال الحالية للمشروع وذلك من أجل الوصول فى التوقيت المحدد لبدء التشغيل التجريبى للمفاعل الأول بمحطة الضبعة النووية خلال النصف الثانى 2027، حسب الجدول الزمنى الموضوع، وبناءً على ذلك نجحت خلال الأسبوع الماضى فى تركيب أحد أهم العناصر الهندسية التى تعمل على ضمان تحقيق الأمان النووى بالمحطة وهو تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلى لمبنى المفاعل الأول.
آخر تطورات مشروع محطة الضبعة
من ناحيته، كشف الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، خلال تصريحاته لـ «المواطن المصري» عن آخر مستجدات مشروع محطة الضبعة، مشيرًا إلى تفاصيل الانتهاء من تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلى لمبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة، الذى يتكون من 12 شريحة، يتراوح وزن كل منها ما بين 60 إلى 80 طنًا، وقد بدأت أعمال التركيب بداية منذ شهر مارس الماضى، التى تمت على أربعة مراحل فنية ليصل مستوى الإنشاءات حاليا إلى +7,15 متر لمبنى المفاعل للموحدة النووية الأولى، ويمثل الوعاء أحد أهم العناصر الهندسية التى تعمل على ضمان تحقيق الأمان النووى المنشود؛ حيث ستتضح معالم الشكل النهائى لوعاء الاحتواء الداخلى عند اكتمال تركيبه.
وأفاد بأن ذلك الوعاء يتمثل فى هيكل أسطوانى من الخرسانة المسلحة ذات قبة نصف كروية والذي يضم بداخله المفاعل النووى ومعدات الدائرة الأولية للمحطة النووية، هذا ويلعب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل دورًا محوريًا فى منع تسرب أى من المواد المشعة إلى البيئة المحيطة.
وأوضح الوكيل أنه جارى العمل على استكمال ما تبقى من معدات أخرى لتركيبها داخل المفاعل الأول بالمحطة حيث تم تركيب الوعاء الداخلى من قبل المختصين والخبراء من شركة أتوم ستروي اكسبورت المقاول العام للمشروع وبإشراف وتعاون من قبل المهندسين والمختصين بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وهو أحد المعالم الرئيسية للوحدة النووية الأولى لعام 2024.
كما لفت إلى أن المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلى لمبنى المفاعل الخاص بالوحدة النووية الأولى يعد أحد المعالم الرئيسية لهذا العام، كما أنه من المخطط تحقيق العديد من المعالم الرئيسية قبل نهاية 2024، والذى بدأ بأكبر إنجاز تحقق من خلال تحقيق الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة ووضع حجر الأساس للمشروع في يناير الماضى وهو أكبر دلالة على الدعم الذى توليه القيادة السياسية فى مصر وروسيا لتنفيذ هذا المشروع القومى العملاق الذي يعد بمثابة أعظم المشروعات التي تتم في هذا القرن.
وذكر بأنه جارى حاليًا العمل على تنفيذ الأعمال بالموقع، فى أكثر من 130 مبنى، كما يعمل فى المشروع أكثر من 20 ألف متخصص لافتا إلى أن المشروع يسير بخطى ثابتة وفقا للجدول الزمنى الموضوع وبهذا المعدل فإنه سيتم بدء التشغيل التجارى للمفاعل فى سبتمبر 2028، على أن يتبعها تدشين باقى وحدات المفاعل، كما سيوفر المشروع ما بين 7.2 و7.7 مليار متر مكعب غاز سنويا عقب تشغيل كامل وحدات المحطة.
وأكد أيضا أن من عقود مشروع محطة الضبعة المبرمة مع الجانب الروسى عقد التعامل مع الوقود النووي المستنفد والذى بموجبه سيتم تخزين الوقود النووى فى حاويات خاصة لذلك، والتى تصل مدة التخزين بها لأكثر من 60 عاما، وأن ذلك الوقود المستنفد بصفة عامة يحتوى على يورانيوم يمكن استخلاصه وإعادة تدويره لاحقا.
وتجدر الإشارة إلى أن المحطة النووية بالضبعة هى أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية فى مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
وتتكون محطة الضبعة من 4 وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح؛ فهناك أربع وحدات للطاقة النووية قيد التشغيل من هذا الجيل، وهم « محطة نوفوفورونيش للطاقة النووية ومحطة لينينجراد ووحدتي طاقة تابعتين لمحطة الطاقة النووية البيلاروسية خارج روسيا»، وقد بلغت تكلفة العقد المبرم بين الجانبي المصرى والروسى 30 مليار دولار، منها 25 مليار دولار قرض روسى، سيبدأ سداده بعد تشغيل المحطة وتخطط القاهرة لاستكمال السداد خلال 35 عامًا.