الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 11:55 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

ملتقى الجامع الأزهر: الصوم نظام رباني علميٍ من أقوى وأبدع الأنظمة التي يتساوى فيها الجميع

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر، اليوم الإثنين، ثامن فعاليات الملتقى الفقهي الذي يعقد طوال شهر رمضان المبارك، وجاء بعنوان "فلسفة الصوم في الإسلام"، شارك فيه الشيخ ياسرصلاح عجوة، الباحث بالجامع الأزهر، والشيخ بلال سعد خضر، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور الطويل محمد أحمد، عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر.

ملتقى الجامع الأزهر

وقال الشيخ ياسر صلاح عجوة إن رمضان هو "مدرسة 30 يوماً" الذي وضع به الله عز وجل الإنسانية كلَّها في حالة نفسية واحدة، عبر نظام علميٍ من أقوى وأبدع الأنظمة الصحيحة ألا وهو الصوم، مستشهدا بوصف الرافعي الصوم على أنه "فقر إجباري يُراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح: أنَّ الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمّها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، وحين يتعاطون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة. ولو حققت، لرأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بمراتبهم، ولا بما ملكوا؛ وإنما يختلفون ببطونهم، وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة".

وأوضح الباحث بالجامع الأزهر أن الرافعي قد استرسل في شرح فلسفة الصوم قائلا: "إن الصوم يضع الإنسانية كلَّها في حالة نفسية واحدة، تتلبَّس بها النفس في مشارق الأرض ومغاربها، ويطلق في هذه الإنسانية كلها صوت الروح يُعَلِّم الرحمة، ويدعو إليها، فَيُشْبِع فيها بهذا الجوع فكرةً معينة؛ وهي تلك التي يكون عنها مساواة الغنيِّ للفقير من طبيعته، واطمئنان الفقير إلى الغني بطبيعته.

ومن هذين؛ الاطمئنان والمساواة يكون هدوءُ الحياة"، مضيفا أنه متى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير صار للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة.

بدوره، قال الشيخ بلال سعد خضر إن الله تعالى قد شرّع العبادات لعلل ومقاصد سامية؛ من أهمها تهذيب النفوس، وتقويم السلوك المعوج، واستقرار المجتمعات، وفي ذلك وجدنا التشريعات والنصوص تشير إلى هذا، فنجده تعالى يقول عن الصلاة: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ويقول عن الزكاة "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"، وقال عن الصيام "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، موضحا أن كل العبادات لها حكم ومقاصد سامية، ومنها الصيام لما فيه من تهذيب مشروع وشعور بالجوع وخضوع لله تعالى.

وأضاف عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الحكمة المنصوص عليها في القرآن، في قوله "لعلكم تتقون" وتبين أن هدف القرآن الأساسي هو التقوى، وهي الاحتراز عن الوقوع في الخطأ، والتقوى لها آثار وثمار من أهمها أنها تنزل عليك البركات في كل أمور حياتك، وبذلك يوضح لنا فلسفة الصيام وأنه ما هو إلا تدريب عملي على أن يتجاوز الإنسان شهوات نفسه ويتدرب على مقاومتها.

فيما أكد الدكتور الطويل محمد أحمد أن الصوم مدرسة يتعلم فيها المسلم التكافل المجتمعي، والإحساس بالفقير ومراقبة الله عز وجل، مضيفا أنه في ترائي الهلال ووجوب الصوم لرؤيته معنى دقيق آخر، وهو مع إثبات رؤية الهلال وإعلانها، إثبات الإرادة وإعلانها، كأنما انبعث أول الشعاع السماوي في التنبيه الإنساني العام لفروض الرحمة، والإنسانية والبر، وفي ذلك حكمة قوية وهي تربية الإرادة، وتقويتها بهذا الأسلوب العلمي، الذي يدرب الصائم على أن يمتنع باختياره من شهواته متحليا بالعزيمة والصبر والأخلاق.

ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وتتضمن: (130 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 7 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، بإجمالي 150 ألف وجبة طوال الشهر الكريم).

موضوعات متعلقة