تزامنًا مع عيد الطاقة الثالث.. معلومات لن تنساها عن مشروع محطة الضبعة النووية
مشروع المحطة النووية في مصر.. تحتفل هيئة المحطات النووية بعيد الطاقة النووي الثالث اليوم الموافق 19 نوفمبر، وقد حددت وزارة الكهرباء، هذا اليوم ليكون بمثابة العيد السنوى للطاقة النووية من كل عام باعتباره يوم تاريخي في حياة المصريين، إذ شهد هذا اليوم من عام 2015 توقيع عقود إنشاء المحطة النووية بالضبعة مع شركة روساتوم الروسية.
ويعد هذا المشروع الأول من نوعه، إذ يتم تشيده بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتبعد عن شمال غرب القاهرة بثلاثمائة كيلو متر.
مشروع المحطة النووية
وتتكون المحطة النووية من أربع وحدات كل منهما بسعة كهربائية 1200 ميجا وات من مفاعلات الجيل الثالث المطور «مفاعلات الماء المضغوط» كما تعد هذه التكنولوجيا من أحدث الأجيال المطورة التي تم تفعيلها وتشغيلها فعليا في روسيا وخارج روسيا.
ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة طبقًا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017 وطبقا لالتزامات تعاقدية سيقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية وتوصيل الدورة الحياتية المتكاملة للوقود النووي إضافة إلى تدريب للكوادر البشرية وتقديم الدعم لهم في تشغيل المحطة والعمل على تقديم الخدمات للمحطة خلال العشر سنوات الأولي من تشغيلها إضافة الي بناء مرفق لتخزين الوقود النووي المستنفذ.
المحطة النووية في مصر تعد هي الأولي من نوعها
وخلال الشهر الماضى تسلمت مصر مصيدة قلب المفاعل النووى الأول، إذ نجحت الهيئة برئاسة الدكتور أمجد الوكيل، فى تقديم العديد من الإنجازات بالمشروع النووى بالضبعة، كما تعمل بقدم وساق نحو الإسراع فى تنفيذ هذا المشروع العملاق بأعلى معايير الأمان والسلامة النووية بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية، واليوم الأحد، تقوم هيئة المحطات النووية بتركيب مصيدة قلب المفاعل طويلة الأجل الخاصة بالمفاعل النووى الثاني، إذ سبق أن استقبل الرصيف البحرى لمحطة الضبعة النووية للقطعة نهاية الشهر الماضى.
مصيدة قلب المفاعل
ويعتبر مصيدة قلب المفاعل جهاز الاحتجاز الأساسى للمنطقة النشطة للوحدة الثانية، فهو بمثابة نظام حماية فريد تم تركيبه أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة المحطة، تمهيدا لتركيبه قريبا بموقع بناء محطة الضبعة.
من ناحيتها، كشفت مصادر مسئولة من داخل هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، عن تفاصيل تسلم مصيدة قلب المفاعل الثانى وموعد تركيبها، لافتة إلى أن مصيدة قلب المفاعل الثانى تعد ثانى أكبر معدة نووية يتم تسليمها إلى محطة الضبعة، حيث أنها من أبرز أنظمة السلامة الفعالة فى المحطة النووية، باعتبارها جزءًا من أحدث التكنولوجيا لمفاعلات VVER-1200 من الجيل الثالث+.
وأوضحت المصادر إلى أن الجانب الروسى قام بإرسال تلك المعدة التى تحتوى على الثلاث مكونات الرئيسية للجهاز فى 17 أكتوبر 2023، إذ يبلغ الوزن الإجمالى للشحنة 455 طنًا وتم توصيلها قبل الموعد المحدد، منوهة بأن أعمال التركيب المتعلقة بجهاز الاحتجاز الأساسى للمفاعل الأول تم تركيبه خلال الشهر الماضى، ومن المرتقب إجراء التركيب للمفاعل الثانى قبل نهاية عام 2023.
وأكدت أن تلك المصيدة الثانية تعتبر من المعدات الأساسية الهامة فى نظام الأمان للمحطة، إذ أنها تعكس أعلى معدلات الأمان النووى لضمان التشغيل الآمن والمستمر لمحطة الضبعة، منوهة بأنه تم الانتهاء من الصبات الخرسانية لقواعد مبنى الجزيرة النووية للمفاعل الأول بقدرة 1400 ميجا وات، ومن المرتقب بدء العمل خلال شهر نوفمبر الجارى وذلك بعد حصول هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على إذن الإنشاء من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
تركيب المعدة الثانية يأتى تزامنًا مع حصول الهيئة إذن الإنشاء تنفيذ الصبة الخرسانية للوحدة النووية الرابعة
وذكرت أيضًا ان تركيب المعدة الثانية يأتى تزامنًا مع حصول هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على إذن الإنشاء تنفيذ الأعمال الفنية للصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة والتى من المقرر الانتهاء منها خلال الربع الرابع من العام الجارى 2023، منوهة بأن إذن إنشاء المفاعل الرابع صدر تتويجا لسلسلة من الاجتماعات الفنية الناجحة بين المختصين من هيئة المحطات النووية وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية للتأكد من تمام استيفاء وثائق ومستندات التراخيص المقدمة من الهيئة لكافة الاشتراطات الرقابية والأكواد والمعايير المطبقة وتحقيق أعلى معايير الأمان النووى.
وأضافت أن هذه الإنجازات هى نتيجة للعمل المنسق بشكل جيد بين شركة Atomstroyexport JSC، والمقاول الرئيسى لإدارة محطات الطاقة النووية، مؤكدة أن الهيئة وفريق عمل الضبعة نجحوا فى جميع الفحوصات واختبارات القبول المتعلقة بهذه المعدات المطلوبة مسبقا بالاتحاد الروسى قبل شحنها إلى مصر، كما سبق وأكملت إدارة محطات الطاقة النووية، بالتعاون مع الأطراف المعنية الأخرى، جميع الأعمال التحتية المطلوبة لتوصيل المعدات الثقيلة والكبيرة الحجم لمحطة الطاقة النووية من خلال بناء وتشغيل منشأة رصيف فى موقع البناء، متطلعة بمواصلة تنفيذ المشروع بنجاح وفقا للجداول الزمنية.
من ناحيته، أوضح محمد شاكر وزير الكهرباء أن الفريق المصري الروسي يُظهر أعلى مستويات التميز المهني ويحقق الإنجازات الرئيسية لمشروع محطة الضبعة النووية قبل الموعد المحدد بوقت طويل، وإنه لمن محاسن الصدف أن تتزامن الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة النووية ذلك الحدث الهام مع عيد الثاني للطاقة النووية في مصر وتاريخ توقيع الاتفاقية الحكومية بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية والتي تعتبر القوة الدافعة لمشروع المحطة النووية بالضبعة.
وبدوره، صرح الدكتور أليكسي ليخاتشوف بأن مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يتم العمل عليه بشكل مشترك من قبل الفريقين الروسي والمصري، لن يكون له تأثير هام في مصر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل سيسهم أيضًا في انتقال مصر التدريجي إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون، مما يخلق أساس قوي لتنمية موثوقة ومستدامة في مصر لعقود قادمة، مهنئاً زملائنا وشركائنا المصريين على تحقيق هذا الإنجاز الهام وقال ايضا ان قوتنا فى وحدتنا.
أول محطة للطاقة النووية في مصر
وتجدر الإشارة إلى أن الضبعة هى أول محطة للطاقة النووية في مصر يتم بناؤها فى مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر المتوسط، على بعد حوالى 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة، كما أنها تعتبر قلب إستراتجية التنمية المستدامة فى مصر، لما ستحققه من تمكين الشباب والمرأة وتحقيق أمن الطاقة، وسوف تتكون محطة الطاقة النووية من 4 مجموعات طاقة باستطاعة 1200 ميجاوات لكل منها مفاعلات من طراز VVER-1200 «مفاعل القدرة المائى» من الجيل الثالث +، وهذه أحدث تقنية من الجيل الجديد تعمل بنجاح وأصبحت مرجعاً هاماً.