المدير العالم لـ«روساتوم» يشارك بمنتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي «SPIEF-2023»
شارك أليكسي ليخاتشوف المدير العام لشركة روساتوم الحكومية – التي تقوم ببناء محطة الضبعة النووية في مصر- ، في شهر يونيو 2023، في ندوة بعنوان "طريق بحر الشمال: تحديات جديدة"، والتي عُقدت في إطار منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي SPIEF-2023.
وتم تسليط الضوء خلال الندوة، على الأهمية الكبيرة التي تكتسبها طريق بحر الشمال باعتبارها أهم طريق للنقل يربط بين المساحات الشاسعة من الأراضي القطبية الشمالية في روسيا، ويربط بين الشمال الغربي والشرق الأقصى للبلاد. وهنا لابد من الاشارة إلى إن طريق بحر الشمال خلال العام الماضي، فتح نافذة جديدة من الفرص لتنمية الأراضي الروسية وتعزيز علاقات الشراكة مع الدول الصديقة.
ومن ناحيته، شارك أليكسي ليخاتشوف بالندوة قائلاً: "تسعى الخدمات اللوجستية العالمية دائمًا لتحقيق توازن بين السلامة والاستدامة والكفاءة. ولكن على مدار السنوات القليلة الماضية شهدنا ونشهد أحداثاً تغير سواء النظام العالمي أو اللوجستيات العالمية، وبالتالي تصبح السلامة والاستدامة - في ظل هذه الظروف - من أولى الأولويات الرئيسية، إذ أصبح طريق بحر الشمال ممراً جديدًا فريدًا، ونحن نرى خاصة في ظل الظروف الحالية، بأنه هناك إمكانات كبيرة جدًا للتعاون مع البلدان الصديقة لتطوير حركة مرور البضائع العابرة، ونحن نعمل بالفعل على ذلك".
وأثناء هذه الندوة تمت الاشارة إلى أن طريق بحر الشمال تشهد زخمًا تنمويًا بفضل مشاريع استخراج الثروات الباطنية ومشاريع البنية التحتية والخدمات اللوجستية. نعم لقد حدثت في العقد الماضي، تغييرات جذرية بفضل مشاريع "نورنيكيليا" و"نوفاتيك" و"غازبروم نفت"، التي بنت أسطولًا خاصاً بالقطب الشمالي، مما جعل طريق بحر الشمال فعالًا وآمنًا، وتم إنشاء ملاحة على مدار العام في الجزء الغربي من طريق بحر الشمال، حيث يمكن لمثل هذه السفن أن تبحر في ظروف جليدية معينة من دون مساعدة كاسحة جليد.
وتابع أليكسي ليخاتشوف حديثه قائلاً: "بتوجيه من رئيس روسيا لاتحادية باتت شركة "روساتوم" الحكومية في العام الماضي، تتمتع بصلاحية، ليس فقط بكل ما هو متعلق بالخدمات اللوجستية لكاسحات الجليد، وإنما بإدارة الحركة البحرية على طول طريق بحر الشمال. في هذا الصدد تقوم المديرية العامة لطريق بحر الشمال "غلاف سيف مور بوت" بتنسيق كامل الرحلة البحرية، بدءاً من إصدار التصاريح ومتابعة التنفيذ، وانتهاءً بوضع طرق لجميع السفن التي تعمل في إطار طريق بحر الشمال"
كما توصل المشاركون في النقاش إلى اتفاق حول أن مشاريع القطب الشمالي تشكل عاملاً مهماً في تنمية الاقتصاد الروسي. إذ تأخذ الشركات التالية: نوفاتيك وروس نفت وغازبروم نفت ونوريكيل على عاتقها جزءاً كبيراً من تنمية طريق بحر الشمال من خلال بناء أسطول والمشاركة في إنشاء منظومات الاتصالات. حيث أكد مدير شركة "روساتوم" الحكومية بأن هذه المهمة تتمتع بإمكانات كبيرة، ويجب استخدام ممر النقل هذا كآلية لربط المناطق. هذه المهمة تلهم الخبراء والمعنيين لأننا نتفهم أنه يمكننا تحسين مناخ الاستثمار والارتقاء بجودة حياة الناس على نحو أفضل.
وتمت مناقشة مهام إنشاء ممر لوجستي عالمي، ونقل عشرات الملايين من الأطنان "الترانزيت" عبر أقصر الطرق والأكثر فعالية. لابد هنا من التنويه إلى إن السمة الرئيسية لهذه العملية بشكل عام تكمن في صعوبة ممارسة الأعمال التجارية في القطب الشمالي وإن الدولة تتحمل بعض المخاطر، حتى إن الدولة تستمر، في حالة الميزانية الصعبة، الاستثمار في البنية التحتية.
كما ناقش المشاركون في الندوة مهام البحث عن نموذج جديد للملاحة، الذي يوفر ملاحة على مدار العام في القطاع الشرقي من طريق بحر الشمال. ونحن سنكون في العام المقبل قادرين على معرفة كيف سيحدث ذلك.
وتحدث أليكسي ليخاتشوف عن أهمية الإمداد المستقر للطاقة قائلاً: "تعمل أول محطة طاقة نووية عائمة في العالم في بيفيك منذ عدة سنوات، حيث طلبت منطقة بايمسكايا في تشوكوتكا بالفعل 4 محطات طاقة نووية صغيرة، ونحن نتوقع أن نتلقى طلبات لبناء 15 مجموعة طاقة إضافية. وبالتالي يمكن القول بأننا أصبنا عندما صممنا محطات نووية عائمة إذ أنه هناك طلب كبير على مثل هذه الحلول خاصة في ظل ظروف القطب الشمالي الحالية".
وبدوره أكد سلطان أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي لشركة DPWorld قائلاً: "يتمتع مشروع تطوير طريق بحر الشمال بإمكانيات كبيرة، ولكن من المهم تحديد ما يجب القيام به بالضبط من أجل تنفيذ هذا المشروع بنجاح. من بين الإجراءات الرئيسية التي سيتم تنفيذها هي تأمين دعم العملاء للمشروع وتطوير البنية التحتية وإعلام العملاء بالدراسات البيئية. أنا متأكد من أنه بفضل مشاركة ودعم العديد من الأطراف المهتمة، سيتمكن أصحاب البضائع من تقدير الفوائد الاقتصادية للمشروع وخطة تنفيذه. هذا كله سوف يساهم في بناء علاقات ثقة مع المجتمع وحقيقة أن طريق بحر الشمال سوف يصبح قريبًا بديلاً للطرق التقليدية الحالية التي تصل بين أوروبا وآسيا".