السبت 23 نوفمبر 2024 مـ 02:04 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

السيولة الهائلة لدى «أبل» تثير أوهام الدمج والاستحواذ

أبل
أبل

بطء النمو في شركة "أبل" وميزانيتها العمومية المتخمة بالسيولة النقدية يحفزان التكهنات من جديد بأن أكبر شركات العالم من حيث القيمة ينبغي أن تقوم بعملية استحواذ ضخمة.

انضمت شركة الترفيه العملاقة "والت ديزني" مؤخراً إلى قائمة طويلة من أهداف الاستحواذ المحتملة، وهي القائمة التي كبرت على مدى سنوات لتشمل شركات مثل "نتفلكس" و"تسلا" و"بيلوتون إنتراكتيف" (Peloton Interactive) و"سونوس" (Sonos).

وما يجمع بين كل هذه الشركات هو أن أي شخص راهن على شراء "أبل" تلك الشركات حتى الآن قد شعر بخيبة أمل قوية.

قال كيفين والكوش، مدير المحافظ في "جينسن إنفتسمنت مانجمنت" (Jensen Investment Management): "أنت لا ترى على الأرجح قيمة الشركة إذا كنت تعتقد أن الحافز الرئيسي للاستثمار هو القيام بعملية استحواذ ضخمة. إن رهان الاستحواذ يمثل احتمالاً ضعيفاً".

"أبل" تتجنب صفقات الاستحواذ الضخمة


تشتهر "أبل" بتفادي عمليات الاستحواذ التي تجتذب قدراً كبيراً من الاهتمام، على عكس نظيراتها مثل شركتي "مايكروسوفت" و"أمازون"، اللتين استمرتا في عقد صفقات رغم التدقيق المتزايد من جانب الجهات التنظيمية.

رغم ذلك، تفضل "أبل" شراء الشركات الناشئة صغيرة الحجم لتنمية مساعي الشركة نفسها في دخول أسواق جديدة، حتى لو احتاجت تلك الجهود سنوات عديدة إلى أن تصبح مثمرة.

مع تفوق أداء أسهم "أبل" من جديد في 2023، لا يُرجح أن تغير صانعة أجهزة "أيفون" استراتيجياتها. وقد ارتفع سهم الشركة 25% خلال 2023، متفوقاً على أداء أسهم نظيراتها من عمالقة السوق للعام الثاني على التوالي.

على مدى العقدين الماضيين، بلغ متوسط عوائد "أبل" السنوية 39%، متضمنة الأرباح الموزعة. وبالمقارنة، بلغ متوسط العوائد السنوية لمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" خلال نفس الفترة 10%.

انخفضت أسهم الشركة 0.8% يوم الخميس الماضي.

أكبر صفقات "أبل" لا تزال صغيرة
غريغ أبيلا، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفستمنت بارتنرز أسيت مانجمنت" (Investment Partners Asset Management)، التي تستثمر في سهم "أبل"، قال: "لم يؤثر عدم عقد صفقات على الشركة، وإن لم تكن هناك ضرورة، فلا داعي لاتخاذ الخطوة. أنا سعيد أن (أبل) تتمتع بقدر كبير من الالتزام في هذا الشأن".

كانت أكبر صفقة عقدتها "أبل" في تاريخها هي الاستحواذ على "بيتس ميوزيك" (Beats Music) و"بيتس إلكترونيكس" (Beats Electronics)، بقيمة ثلاثة مليارات دولار، في 2014. وذلك مقارنة مع صفقة "مايكروسوفت" المعلّقة للاستحواذ على صانعة الألعاب "أكتيفيجن بليزارد" والتي تُقدّر قيمتها بنحو 69 مليار دولار.

رغم توقعات تراجع نمو إيرادات "أبل" 2% في العام المالي 2023، فلا يبدو أن الشركة تتخذ أي خطوات على جبهة صفقات الاستحواذ. أنفقت الشركة 306 ملايين دولار في صفقات استحواذ خلال العام المالي 2022، بانخفاض من 1.5 مليار دولار في العام المالي 2020. وفي آخر النتائج الفصلية المعلنة، حذفت "أبل" من بياناتها المالية السطر الذي يمثل هذا النشاط.

"أبل" تعيد الفائض للمساهمين
عوضاً عن الإنفاق ببذخ لعقد صفقات، تعيد "أبل" الكثير من فائض السيولة النقدية إلى المساهمين عن طريق إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح. وبلغ إجمالي تلك النفقات أكثر من 100 مليار دولار في العام المالي 2022، وما تزال تملك 165 مليار دولار من النقود وأشباه النقود والأوراق المالية القابلة للتسويق، حتى 31 ديسمبر الماضي.

يرى لوغان بيرك، المحلل في "إدوارد جونز" (Edward Jones)، أن "أبل" حققت هذا النجاح عبر القيام بصفقات استحواذ صغيرة وبصورة تراكمية حتى أن صفقة كبيرة حجماً قد تثير مخاوف كثيرة.

قال بيرك في مقابلة: "إذا حاولت (أبل) القيام بصفقة عملاقة خارج نطاق قيادتها –كصفقة غير مكمِّلة تغير من مسارها بشكل كبير– سيشعرني ذلك بالقلق. وسيكون ذلك بعيداً تماماً عن مسارها الطبيعي بما يجعلك تتساءل عن السبب".

توقعات المحللين تتغير
رفع عشرات المحللين مستهدفاتهم للأسعار خلال 12 شهراً بعد موجة تسريح العمالة الثانية في "ميتا بلاتفورمز" في منتصف مارس.

رغم ذلك، فإن توقعات المحللين للعائد المحتمل للسهم عند مستوى 9.7%، أي أقل بفارق مريح عن متوسطه لخمس سنوات البالغ نحو 24%.

قفز سهم "أبل" قرابة 140% من أدنى مستوياته خلال سبع سنوات في نوفمبر الماضي، في الوقت الذي بدأت فيه "ميتا" بتسريح آلاف الموظفين في ضوء تراجع المبيعات.