الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 08:53 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

وزير الأوقاف: ظاهرة الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إن ظاهرة الإرهاب والتطرف وما ينتج عنها من سفك لدماء بريئة وتهجير للسكان وبث للخوف وترويع للآمنين وتدمير للمنشآت واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتخريب للأوطان، تعتبر من أخطر الظواهر والتحديات التي تواجه المجتمع الإنساني بأسره في الوقت الراهن، فليس هناك الآن دولة ولا مكان بمأمن من هذه التداعيات، مما يهدد السلم العالمي، ويهدد استقرار كثير من المجتمعات.


جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف التي ألقاها نيابة عنه نور الدين قناوي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الجلسة الثانية بمبادرة "نداء الساحل" ، تحت عنوان: "إشراك المجتمعات المحلية في منع التطرف العنيف ومعالجة الظروف المؤدية للإرهاب"، بدولة الجزائر والذي عقد على مدار يومين.


وأوضح الوزير أن أحد أسباب هذه الظاهرة الخطيرة هو الفكر الديني المنحرف والمتمثل في التفسير الخاطئ للنصوص الدينية وتشويه المفاهيم الصحيحة وقلب الحقائق الثابتة، وذلك إما بسبب الجهل وعدم العلم وسوء فهم الأديان من البعض، أو بسبب توظيف ذلك أيدلوجيًّا من قبل بعض الأشخاص والجماعات الضالة والمتطرفة لخدمة مطامعها ومطامع من يمولها ويستخدمها لهدم الدول وتفتيت كيانها وتمزيق بنيانها، ومحاولتهـا لي أعناق النصوص الشـرعية بمـا يتفق مع أفكارهم المزعومـة، وآرائهم المنحرفة، وتصويرها للناس على أنها الدين الصحيح والحق المبين، ليس فقط في منطقة دول الساحل، ولكن في الكثير من البلدان والبقاع حول العالم.


وأشار الوزير إلى ضرورة بناء نظرية فكرية واضحة لخلق حالة من الوعي في مواجهة التطرف، وذلك من خلال تصحيح المفاهيم ونشر الفهم الصحيح والفكر الوسطي المستنير للأديان عامة، والتي تؤكد على الاهتمام بمنظومة القيم الإنسانية، والتنوع الثقافي والحضاري، والانطلاق من خلال المشترك الإنساني بين البشر جميعًا.


وأوضح أن هذا ما قامت وتقوم به وزارة الأوقاف المصرية من خلال العمل على عدة محاور منها ضبط وتجديد الخطاب الديني وإعادة قراءة النصوص الشرعية بما يواكب المستجدات العصرية ويحافظ على ثوابت الشرع الحنيف، و‏حركة التأليف والترجمة الواسعة إلى الكثير من اللغات بهدف تصحيح المفاهيم والحفاظ على القيم الأخلاقية والوطنية، وتأهيل الأئمة من خلال برامج التدريب المختلفة والمستمرة بأكاديمية الأوقاف الدولية، والتي تقدم خدماتها للأئمة والواعظات ليس فقط من مصر ولكن أيضا من خارج مصر باستضافة وفود من الخارج وتنظيم دورات تدريبية لهم على أعلى مستوى، حيث قامت بتنظيم برامج تدريبية لعدد كبير من الأئمة والواعظات من دول مختلفة شملت، السودان وفلسطين وبوركينا فاسو والهند والجزائر وتنزانيا وغيرها من الدول ، و ‏إيفاد الأئمة المؤهلين الذين يجيدون اللغات المختلفة إلى الدول الأخرى حول العالم فضلا عن عقد المؤتمرات الدولية التي تُعنى بتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان سماحة الأديان، وتفنيد ضلالات الإرهابيين.


وفي نهاية كلمته أعرب عن استعداد وزارة الأوقاف المساهمة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في منطقة دول الساحل من خلال استضافة الأئمة والواعظات والقادة الدينيين بأكاديمية الأوقاف الدولية للتدريب على مكافحة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم، وذلك من خلال التنسيق عبر سفاراتنا بهذه الدول ومن خلال وزارة الخارجية المصرية.


كما قام الوزير بإهداء إصدارات الوزارة للعديد من كبار الشخصيات التي حضرت المؤتمر، وقد أعربوا جميعًا عن سعادتهم البالغة وإعجابهم الشديد بهذه الإصدارات التي تعالج الكثير من القضايا المطروحة في المؤتمر كما أثنوا على جهود وزارة الأوقاف في مكافحة الفكر المتطرف على المستويين الوطني والدولي.


أما في كلمته في الجلسة الرابعة والتي عقدت تحت عنوان: "دور القادة الدينيين والمشرعين في إعلاء حكم القانون والمواطنة في منطقة دول الساحل" أشار إلى أن تحقيق السلام ومنع الإرهاب والتطرف وما ينتج عنها من سفك لدماء بريئة، وترويع للآمنين، وتدمير للمنشآت، وتخريب للأوطان، مطلب إنساني وديني ووطني يسعى لتحقيقه كل إنسان نبيل، وهو أصل راسخ في الشرائع الدينية، إذ لا حياة بلا سلام، ولا عمل ولا تقدم ولا استقرار بلا سلام.


وبين أن ذلك يتطلب ضرورة العمل على تعزيز قيم الحوار والتسامح انطلاقًا من المشتركات الإنسانية والدينية، وكذلك تعزيز ثقافة المواطنة والتي تعني المساواة في الحقوق والواجبات الدنيوية بين من يعيشون في وطن واحد، بصرف النظر عن دياناتهم، أو عقائدهم، أو لونهم، أو جنسهم، وهو ما تقتضيه الكرامة الإنسانية.


كما أكد على أهمية ترسيخ مفهوم ومشروعية الدولة الوطنية، مبينًا أن كل ما يدعم بناء الدولة وقوتها هو من صميم الدين، وكل ما يؤدي إلى الفساد أو الإفساد أو التخريب أو زعزعة الانتماء الوطني إنما يتعارض مع كل القيم الدينية والوطنية، ومن ثمة لزم تصحيح المفاهيم الخاطئة، ولا سيما تلك التفسيرات المنحرفة لبعض النصوص الدينية من قبل بعض الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولا سيما في نظرتها إلى مفهوم الدولة ومفهوم المواطنة.