الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 09:41 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

مصر تمتلك أول مركز في الشرق الأوسط لتحسين إنتاج الثروة الحيوانية

الثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية

أكدت مديرة بنك الأجنة وحفظ الأصول الوراثية بالمركز القومي للبحوث الدكتورة أميمة قنديل، أن مصر تمتلك أول مركز في الشرق الأوسط لتطبيق التقنيات المتقدمة لتحسين الثروة الحيوانية وحفظ الأصول الحيوانية.

وقالت قنديل - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس- إنه انطلاقا من الدور العلمي للمركز القومي للبحوث لتطويع الأبحاث العلمية لحل المشكلات التي يعاني منها المجتمع قام المركز بإنشاء بنك الأجنة وحفظ الأصول الوراثية عام 2016 وحصل على شهادة الاعتماد (أيزو 17025) في تحديد جينات الخصوبة وحيوية الخلايا، وإصدار شهادات معتمدة للحيوانات التي تتميز بالخصوبة والتي تصلح للتربية.

وأضافت أن الثروة الحيوانية في مصر تعاني من مشاكل عديدة وإنتاجها غير كاف لسد الاحتياجات، وذلك يرجع لعدة أسباب منها عدم وجود برامج للانتخاب الوراثي للسلالات ذات الصفات عالية الإنتاج وأيضا عدم تطبيق التقنيات الحديثة المساعدة للتكاثر.

وكشفت عن أهمية البنك في حفظ الأصول الوراثية للحيوانات وخصوصا السلالات المصرية التي لها صفات وراثية وإنتاجية عالية ومقاومة للأمراض، إلى جانب تطبيق التقنيات الحديثة في التكاثر من إنتاج ونقل الأجنة لانتشار هذه الصفات بأسرع وقت ممكن لحل مشكلة الثروة الحيوانية.

وألقت الضوء على أهداف البنك وفي مقدمتها الانتخاب الوراثي للسلالات المصرية وإعداد خريطة وراثية للحيوانات ذات خصوبة عالية وإنتاج لبن ولحم عالي الجودة وأيضا مقاومة للأمراض، إلى جانب تطبيق التقنيات الحديثة في التكاثر لنشر هذه الصفات على نطاق واسع (إنتاج الأجنة والسائل المنوي من حيوانات عالية الإنتاج واستخدامها في نقل الأجنة او التلقيح الاصطناعي للحيوانات الأقل في الإنتاج).

وأوضحت أنه يضم 10 من أساتذة وأساتذة مساعدين وباحثين وأخصائين، ويتكون من ثلاثة معامل متخصصة، وهي معمل( البيولوجيا الجزيئية) ويحتوي على أحدث الأجهزة للانتخاب الوراثي وإعداد خريطة وراثية للسلالات المصرية، ومعمل ( إنتاج الأجنة وحفظ الأجنة والسائل المنوى وزرع الأنسجة) ويضم أحدث أجهزة الهندسة الوراثية مثل نقل الجينات والاستنساخ والحقن المجهري إلى جانب معمل (ميكرسكوب الكنفوكل) لمتابعة نمو الأجنة وتأثير الـدوية والمركبات على الخلايا وبه 4 أجهزة أشعة ليزر لتشخيص الأمراض وأيضا تتبع كفاءة الخلايا باستخدام الصبغات الفلورسنت.

وأكدت نجاح علماء وباحثي البنك في إنتاج أول عجول جاموس أنابيب بإنتاج أجنة معمليا محسنة وراثيا واستخدام تقنية نقل الأجنة وذلك في مزرعة النوبارية بالمركز القومي للبحوث، كما يحتفظ البنك بالسائل المنوي للماعز البرقي والدمشقي وأيضا للجمال والجاموس والأبقار وأيضا للأجنة المحسنة ومخصبة معمليا للجاموس.

وبالنسبة للنتائج التي حققها بنك الأجنة وحفظ الأصول الوراثية بالمركز لتحسين الثروة الحيوانية في مصر كشفت الدكتورة أميمة قنديل عن نجاح تطبيق تقنية إنتاج الأجنة معمليا والحصول على نسبة عالية من أجنة الجاموس الصالحة للنقل تصل إلى 42% ، كما تم تطبيق نقل الأجنة في الجاموس المصري بنجاح في مزرعة خاصة وكانت النتيجة ولادة أول 3 عجول جاموس باستخدام تقنية نقل الأجنة المجمعة ( ذات كفاءة 73%) من حيوانات حية وخلط السلالات باستخدام سائل منوي إيطالي منسب في عام 2005 و2006 لتحسسين الصفات الوراثية والإنتاجية للجاموس المصري.
وأكدت أن فريق بحثي برئاستها نجح لاول مرة في مصر والشرق الأوسط وافريقيا في تطبيق تقنية

نقل الأجنة المنتجة معمليا (عجول الأنابيب) وولادة ( آيمى) أول عجل جاموس (مصري-إيطالي) في مايو 2014 وولادة الثاني في يوليو 2014 (ميدو) وولادة الثالث في ديسمبر 2014 (أمير) بمزرعة المركز القومي للبحوث بالنوبارية و بالتعاون مع مؤسسة "إيد على إيد".

وأضافت أنه تم نقل الأجنة المنتجة معمليا إلى الجاموس الذي يمتلكة الفلاحين في محافظة الفيوم وأيضا تم تطبيق نقل الأجنة في الأبقار في مزرعة خاصة والعمل بها مستمرة.

وأكدت نجاح تطبيق نقل الأجنة في الأغنام أثناء موسم "عدم الشياع"، وولادة 6 حملان من سلالة "الرومانوف" التي نقلت منها الأجنة إلى سلالة "السيجاي" بنجاح مما يساعد على التحسين الوراثي وزيادة إنتاج الأغنام سنويا.

وقالت إن علماء المركز نجحوا كذلك في تقييم الأجنة المنتجة معمليا باستخدام تطبيق تقنية "الميكرواراي" في الجاموس لأول مرة على مستوى العالم وتم التعرف على 104 جينات في الجاموس المصري، وتم تسجيل أكثر من 40 جينا خاصا بالخصوبة، إلى جانب نجاح الحمل في الجمال والجاموس وسجلت في بنك الجينات.

وأضافت أنه تم تدريب الأطباء البيطريين والمهندسيين الزراعيين المهتميين بهذا المجال في المزارع التي تم تطبيق نقل الأجنة بها، وكذلك تدريب طلاب الماجستير والدكتوراة على تطبيق التقنيات الحديثة في التكاثر من إنتاج أجنة معمليا وحفظها ونقل الأجنة والتعبير الجيني.

وأوضحت أن باحثي المركز نجحوا في إنتاج كاشف لتشخيص فيروس كوفيد 19 بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ضمن مشروعات ( طبق فكرتك) وتم مقارنتها مع الكواشف التي يتم استيرادها من الخارج وأثبتت كفائتها بنسبة 100% بواسطة معامل وزارة الصحة المسئولة عن تشخيص كوفيد 19 .

وعن أهم المشروعات التي ينفذها البنك حاليا قالت الدكتورة أميمة قنديل إنه جاري حاليا بالتعاون مع بلغاريا تنفيذ مشروع حفظ الأجنة والسائل المنوي بالتعاون، وتم نقل الأجنة المحفوظة وولادة عجل جاموس اسمها (دودو) وهذا أول نجاح في مصر بنقل الأجنة المنتجة معمليا ومجمدة، مؤكدة أن هذه التقنية لها أهمية كبيرة للحفاظ على الأصول الوراثية والقدرة على حفظها للاستفادة منها في المستقبل.

وأضافت أنه تم أيضا تحسين أوساط الحفظ المستخدمة باستخدام مضدات الأكسدة مما ساهم في كفاءة وحيوية الأجنة بعد الحفظ، إلى جانب تحسين كفاءة السائل المنوي للجاموس باستخدام مضادات الأكسدة في حفظ السائل المنوي.

وأشارت إلى أنه يتم حاليا تنفيذ مشروعات تعاون دولي مع اليابان وأمريكا وألمانيا وفرنسا وبلغاريا والصين وإيطاليا في مجال تطبيق التقنيات الحديثة في التكاثر وأيضا التعرف على الجينات التي تؤثر على نضج البويضات وإنتاج الأجنة معمليا وأيضا الجينات التي تساعد على حدوث الحمل في الحيوانات، وتم نشر أكثر من 40 بحثا في مجلات دولية ذات عامل تأثير عالي.