الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 08:15 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
بوابة المواطن المصري

معلومات الوزراء: 197 مليار دولار القيمة السوقية للألعاب الإلكترونية حول العالم

الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على تزايد انتشار الألعاب الإلكترونية التي تجاوز عدد مستخدميها نحو 3,09 مليار فرد حول العالم، بقيمة سوقية تُقدَّر بنحو 197,11 مليار دولار، وذلك باعتبارها واحدة من أبرز أشكال الترفيه التي تحظى بشعبية واسعة على الصعيد العالمي؛ ولتقدم التكنولوجيا المُستخدمة في إنتاجها.

جاء ذلك في التقرير الذي أصدره المركز تحت عنوان "الألعاب الإلكترونية...المميزات والمخاطر" تناول خلاله مفهوم "الألعاب الإلكترونية"، وتصنيفاتها المتعددة، واستعرض أبرز الحقائق والإحصائيات بشأنها، مسلطاً الضوء على أهميتها الاقتصادية وأبرز مميزاتها ومخاطرها.

وأوضح التقرير أنه من المرجَّح أن يبلغ عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية نحو 3,32 مليار شخص بحلول عام 2024، كما تشير التقديرات إلى احتمالية تجاوز القيمة السوقية لها 268 مليار دولار بحلول عام 2025.

وأشار التقرير إلى مفهوم الألعاب الإلكترونية، وهي عبارة عن برمجيات تحاكي واقعاً افتراضياً أو حقيقياً بالاعتماد على إمكانات الحاسب الآلي من عرض الصور، وتحريكها، وإصدار الصوت، ووفقاً للمفهوم الاجتماعي فهي تشير إلى تفاعل بين الإنسان والآلة للاستفادة من إمكاناتها في التعلم والتسلية والترفيه.
وأشار إلى أن صناعة الألعاب الإلكترونية تطورت على مر التاريخ، فخلال عام 1950 بدأت صناعة أجهزة الألعاب الإلكترونية وذلك من خلال قيام مصنع "روجرز ماجستيك" الكندي بإنتاج أول جهاز حاسب آلي مدمج، ووصولاً لعام 1971 كانت بداية صناعة أجهزة "ألعاب أركيد" وحينذاك بدأ انتشار الألعاب الإلكترونية بين الأفراد وتطورت بشكل متسارع إلى يومنا هذا.
وأضاف أن تصنيفات الألعاب الإلكترونية تختلف وفقاً لمدى ملائمة المحتوى للفئة العمرية للمستهلك، ووفقاً لطريقة إدارة اللعبة وأسلوب التحكم بها، وهناك تصنيفان لهذه الألعاب هما؛ التصنيف وفقاً للفئة العمرية، والتي يعتمد بصفة رئيسية على مدى ملائمة اللعبة الإلكترونية لعمر المستهلك، وتحتوي أقراص هذه الألعاب على علامات تقييم إرشادية توضح الفئة العمرية المسموح لها استخدام هذه الألعاب، وتصدر تلك التقييمات بصفة رئيسة عن "مجلس تقدير البرمجيات الترفيهية"، ونظام "معلومات الألعاب الأوروبية".
أما التصنيف الثاني فهو وفقاً لنوع المحتوي، حيث يسعى هذا التصنيف إلى إدراج الألعاب الإلكترونية ضمن فئات تعتمد على طريقة إدارة اللعبة، وأسلوب التحكم بها، ويتمثل أبرزها في؛ الألعاب الاستراتيجية، وألعاب المحاكاة، وألعاب الحركة، وألعاب المغامرات.
وأفاد تقرير المركز بأنه خلال عام 2021 كان هناك ما يقرب من 1.48 مليار لاعب في قارة آسيا، مما يجعلها أكبر سوق للألعاب الإلكترونية (الفيديو) في العالم، وتلتها أوروبا في المرتبة الثانية مع جمهور ألعاب يبلغ 716 مليون لاعب، وشكل إجمالي عدد مستخدمي ألعاب الفيديو عام 2021 نحو 3.24 مليار لاعب.
وأشار المركز إلى التقرير الصادر عن "newzoo" والذي يتضمن نتائج استطلاع رأي حول العلاقة بين الأجيال المختلفة والألعاب في 33 سوقا للألعاب الإلكترونية على مستوى العالم وذلك خلال شهر أغسطس 2021، والذي جاءت نتائجه؛ أن 81% من جيل z يمارسون الألعاب الإلكترونية، و77% من جيل الألفية، و90% من اللاعبين الأمريكيين يستمتعون بالألعاب الإلكترونية، و87% منهم يرون أنها توفر تحفيزاً ذهنياً أيضاً.
وأوضح التقرير أن عائدات السوق العالمي للألعاب الإلكترونية لعام 2021 قد بلغت 178.2 مليار دولار، وقدر لهذه العائدات أن تصل بنهاية عام 2022 إلى 196 مليار دولار، كما بلغ إنفاق المستهلكين في قطاع الألعاب الإلكترونية بالولايات المتحدة في عام 2021 حوالي 60.4 مليار دولار، بالإضافة لذلك فقد بلغت عمليات تحميل للألعاب الإلكترونية في الربع الأول من عام 2021 ما إجماله 14.1 مليار عملية تحميل، وبلغت أرباح قطاع ألعاب الكمبيوتر وحده التي من المرجح أن تتحقق بحلول عام 2025 حوالي 46.7 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن 78% من اللاعبين في الولايات المتحدة الأمريكية اتفقوا على أن الألعاب عبر الإنترنت تسهم بدور كبير في تكوين صداقات وعلاقات جديدة، كما أن أقل من 10% من اللاعبين حول العالم يعانون من مشكلة إدمان الألعاب الإلكترونية، وهم في الغالب من الذكور.
وسلط تقرير مركز المعلومات الضوء على الأهمية الاقتصادية للألعاب الإلكترونية، والتي أصبحت أحد المصادر الحديثة للدخل القومي للدول، الأمر الذي أدي إلى تصاعد الاهتمام بشأن المساهمة والعائد الاقتصادي لهذه الصناعة، ودورها المباشر وغير المباشر في تحقيق التنمية الاقتصادية.
وعلى صعيد تأثيراتها الاقتصادية المباشرة، تسهم زيادة حجم الاستثمارات في صناعة الألعاب الإلكترونية في تعزيز حجم الإيرادات، وتوفير المزيد من فرص العمل ذات الدخل المرتفع، مما يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وفيما يتعلق بتأثيراتها الاقتصادية غير المباشرة، تسهم صناعة الألعاب الإلكترونية في دعم الابتكار والإبداع، وتطوير التقنيات الجديدة، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية، بالإضافة إلى تحفيز بعض القطاعات الأخرى المكملة لها، مثل صناعة السينما والتليفزيون والإعلام.
ويحتل قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية مرتبة متقدمة بين الصناعات الأكثر ربحية على مستوى العالم، إذ تجاوزت أرباحها 180 مليار دولار حول العالم في عام 2021، وتفوقت على بعض القطاعات الرئيسية الأخرى مجتمعة من قبيل صناعة السينما في هوليوود وصناعة الموسيقي، فعلى سبيل المثال وصلت إيرادات لعبة "pokemon" الأكثر مبيعاً في العالم إلى 90 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم، في حيت بلغت إيرادات فيلم "Avatar" الأكثر تحقيقاً للإيرادات حتى الآن نحو 2.85 مليار دولار.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة الشرق الوسط وشمال إفريقيا تُعد أحد الأسواق الواعدة في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث بلغت قيمة سوق الألعاب الإلكترونية في المنطقة خلال عام 2021 نحو 6.3 مليار دولار، ووفرت الصناعة في المملكة المتحدة 47 ألف وظيفة بدوام كامل في عام 2016، وساهمت بما يقدر بنحو 747 مليون جنيه إسترليني من عائدات الضرائب حتى نوفمبر 2018، وبنحو 2.9 مليار جنيه إسترليني من الناتج المحلي الإجمالي عام 2019.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ساهمت صناعة الألعاب الإلكترونية بنحو 90.3 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2019، كما وفرت أكثر من 143 ألف وظيفة مباشرة، ووصلت مساهمة القيمة المضافة لصناعة الألعاب الإلكترونية في نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 59 مليار دولار أمريكي، وتولد حوالي 12.6 مليار دولار من عائدات الضرائب وفقاً لتقرير شركة "Teconomy" حول التأثير الاقتصادي للألعاب الإلكترونية لعام 2020.
وأبرز التقرير أهم مميزات الألعاب الإلكترونية؛ حيث أشارت الدراسات إلى أن ممارسة الألعاب بطريقة معتدلة تعالج عسر القراءة، ومهارات القيادة واتخاذ القرارات، وزيادة قدرة الأطفال على تعلم التاريخ، وتحفيز النشاط البدني لدى الأطفال، وإبطاء أعراض الشيخوخة، واكتساب مهارات جديدة للتواصل الاجتماعي، والحد من التوتر.
وعن أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية، ذكر التقرير أن هذه الألعاب لها آثار سلبية على الصحة الجسدية ومنها اضطرابات النوم، والجفاف وسوء التغذية، كما لها آثار سلبية على الصحة العقلية حيث أنها تسبب العدوانية، وضعف التنظيم الذاتي العاطفي.